الطمع صفة غير لائقة بالإنسان صاحب العقل المدبر والمفكر. وما إن تتسلل إلى نفسه مشاعر الطمع حتى تبدأ فصول من المتاعب والمشكلات في حياته لا تنتهي سريعاً.
أجد أن الطمع هو سبب مشاكل الدول السياسية، والطمع سبب الجرائم، وهو كذلك من أسباب دخول الناس إلى المستشفيات والمصحات، بل إن الطمع سبب مشكلات الأزواج والزوجات، وغيرها من مشكلات لا يتسع المقام لسردها جميعا.
لماذا تمتلئ السجون بالمجرمين السارقين، ولماذا تمتلئ أيضاً بمروجي المخدرات؟ إنه الطمع بكل تأكيد. الناس تريد وتريد وتريد. الكل يريد أن يزيد ما عنده، فإن استطاع تحقيق ذلك بالطرق السليمة فلا بأس، ولكن حين يحدث العكس مع توفر مناخ ملائم للرضوخ تحت وطأة وتأثير الطمع، يبدأ في خوض عالم جديد مغلف بالطمع، فتكون بداية دخول عالم المشكلات.
تراه يطمع فيما أيدي الناس من مال وجاه ومنصب، فيعمل كل ما من شأنه الحصول على ما عندهم، فتراه يدخل عالم الكسب الحرام، وعالم الاحتيال وعالم السرقة وعالم النميمة والوشاية والكذب وغيرها، وكل ذلك سببه طمع بشع أدى به إلى ارتكاب كل تلك المنكرات.
بالطبع حل هذه الإشكالية في القناعة التي هي كنز. وما قيلت إنها كنز إلا لأن الحصول عليها ليس بالأمر السهل ، وإن حدث وحصل على القناعة أمام مغريات الحياة وسهولة تحقيقها بوسائل دنيئة سهلة فقد امتلك كنزاً دون شك.. وحين يقنع الإنسان بما عنده عن صدق فلن يجد الطمع وسيلة للدخول إلى قلبه، وبالتالي سيجد هذا القلب راحته، وبالضرورة تنعكس تلك الراحة على صاحبه، فيهنأ في عيشته ولا يجد في نفسه ما يدفعه إلى استشعار أنه أقل من غيره، وإن كانوا من أصحاب الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، فلا تطمع الآن كي لا تتعب بعد فوات الأوان.
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم
مع حضرتك خالد مدون من السودان
تقبل تحياتى
رجاء التكرم بتشريفنا هنا
http://starfromqatar.blogspot.com/
مع تقبل الأهداء
احترامى
إرسال تعليق