أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 20 يناير 2013

تآلف الأرواح .. هل جربته ؟ الحلقة الثالثة

    في حلقتين سابقتين تحدثنا بشيء من التفصيل واثارة الانتباه الى ما نسميه بتآلف الأرواح ، وهذا رابط الحلقة الأولى من الموضوع ، وهذا رابط الحلقة الثانية منه .. ونكمل اليوم بقية التفصيلات بالاشارة الى  الحديث الشريف " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" ، والذي فيه تفسير لما نتحدث عنه . لاحظ أن الحديث يشير إلى مسألة تآلف الأرواح ، تتلاقى ما تشابهت في الطباع والمزاج أو التركيب النفسي ، ولا يحدث التلاقي بين الأرواح المختلفة في الطباع والأمزجة أو التركيبات النفسية المعقدة .

   لاحظ معي الآتي ، فربما حدث معك كثيراً أو على أقل تقدير مرة واحدة .. لاحظ أنك مثلما تألف شخصاً تراه لأول مرة  قد تقابل إنساناً ولأول مرة أيضاً ولكن قبل أن ينطق بكلمة معك ، تجد نوعاً من النفور وعدم القبول لديك . بل تتمنى ألا يحدث تلاقي حتى لا تضطر إلى استخدام كل عبارات وجمل الدبلوماسية التي تحفظها وتتقنها إلى الاستخدام من أجل التخلص من الموقف !! لماذا يحدث هذا والشخص لا تعرفه ولم يقم بما يدعو للنفور وعدم القبول ؟ أستطيع أن أرجع الأمر إلى مسألتنا مدار البحث وهي تآلف الأرواح . كيف ؟

  ربما أن أرواحكما التقتا في فضاء ما ، إما في المحطة الأولى قبل الحياة الدنيا أو في المنام ، ولم يحدث توافق وتآلف  بسبب وجود موانع متمثلة ربما في التركيبات النفسية لكليكما ، بحيث منعت حصول التآلف وقت اللقاء المادي  . وهذا ربما تفسير النفور الذي يحدث بين شخصين يلتقيان لأول مرة ولا يحدث قبول بينهما . وقد يؤيد ما جاء في الحديث " ما تناكر منها اختلف " هذا التفسير .

    هذا الموضوع يؤدي بنا إلى مناقشة مسألة أخرى لها علاقة قوية بموضوعنا الأساسي .. إنها مسألة محبة الآخرين وربما أكثر تفصيلا وعمقاً مسألة الحب بين شخصين ، ولا أتحدث ها هنا عن الحب الأخوي الفطري  المتمثل في العلاقة بين الإخوان والأخوات من أب وأم ، لكن أعني ذاك الحب الذي يحدث بين رجل وامرأة ، لا تربطهما رابط دم أو مصلحة أو أي رابط آخر مباشر يؤدي للتآلف والتلاقي والتحابب وبشكل سريع غير مفهوم الخطوات والمراحل ، وكل ما يمكن فهمه أن العلاقة تقوى وتتعاظم وتمتلئ القلوب بحب الآخر ، دون الوصول لقدرة فهم وتفسير ما يجري !

   ها هنا قد يتساءل أحدكم ويقول : كيف يقع الحب ؟
   تفسيري أن الحب الذي نتحدث عنه بين شخصين وتحديداً بين رجل وامرأة ، إنما هو أشبه بطاقة كامنة موجودة من ذي قبل ، وبعبارة أخرى أن البذرة موجودة وقد تم تهيئة التربة لعلاقة حب ستكون بصورة ما في زمن ما وبكيفية معينة مع وقف تنفيذ بدء المشروع لأن الوسط غير مادي ولا يقبل مثل تلك العلاقات ، بل يتم تأجيل الموضوع إلى حين وصول اللحظة المادية التي تجمع الروحين بالحياة الدنيا وبفعل مادي معين . وتفسيري للموضوع بشكل أكثر وضوحاً أن البذرة قد تم وضعها بفعل مشترك بين القلبين الذين سيلتقيان في وقت ما بالمحطة الثانية وهي الحياة الدنيا.

  أما كيفية المشاركة في ذلك فعن طريق الأرواح التي التقت بالصورة التي تحدثنا عنها أعلاه ، وهي إما بالمحطة الأولى ولا نعرف كيفيتها أو وقت خروج الأرواح وقت منام الأجساد بالحياة الدنيا ، فيحدث تعارف بين الروحين وربما أدى ذلك إلى تآلف تدريجي إلى أن تكتمل صورة التآلف وتصل إلى النسبة المؤهلة لأن يكون قابلاً للتجسيد عبر جسدين يلتقيان في ظرف ووقت ما بالحياة الدنيا .  

   لاحظ أن أغلب علاقات الحب تحدث فجأة من كلمة أو لقاء عابر أو نظرة ، فتتطور الأمور بحسب الظروف المحيطة إلى نشوء علاقة حب تنمو بشكل متدرج بين الطرفين ، بغض النظر عن سرعة النمو، كما لو أن المرء يضع بذرة في الأرض يرعاها بالري والمواد الضرورية للإنبات ، فتخرج من البذرة وبشكل متدرج ساق لينة ثم ورقة فورقتين ويشتد الساق ويتفرع إلى أن نجد بعد حين من الدهر ، شجرة باسقة ذات فروع وجذور ..

  من هنا يمكن القول بأن علاقات الحب الناجحة المستمرة سببها تآلف الأرواح والعكس صحيح . حين لم تألف الأرواح بعضها أو لم يحدث تلاق في المحطة الأولى أو حين منام الأجساد ، وتأتي الظروف المادية لتجبر شخصين على الارتباط مثلاً ، فإنه غالباً لا يحدث التآلف والانسجام وقد يعيش الطرفان عبر الزواج ولحين من الدهر طويل لكن بدون الروح المتآلفة الجامعة للطرفين لحدوث تلكم التي نسميها بالمودة ، وهناك حالات أخرى يحدث الفراق والطلاق بسبب غياب تلك المودة أو تلك الأرواح المتآلفة .. 


هناك 14 تعليقًا:

غير معرف يقول...

موضوع رائع بارك الله فيك

غير معرف يقول...

اشكرك د. عبد الله على هذا التوضيح و لكن لدي سؤال ارجو ان تجيبني عليه ؟ اذا حدث هذا التلاقي بين الارواح هل نشعر اننا نتكلم مع بعضنا و نتواصل في بعض الاحيان و كأننا نرى بعضنا البعض على ارض الواقع ؟ و ماهذه الدرجة في الحب ؟

Salwa يقول...

سؤال لماذا يكون التلاقي الروحي بين رجل وامرأة...هل يحدد التلاقي الروحي جنس؟

Unknown يقول...

بعد الارواح واذا كان الحب قوي يكون هناك تخاطر و هو نوع من التحادث بين الارواح و هو الذي يقوي الحب

Unknown يقول...

جزاكم الله بالخير
سؤالي هو هل اتآلف يكون من الطرفين بنفس المقياس ؟؟
وهل الاعجاب بشخص يدخل ضمن التآلف ؟

غير معرف يقول...

ؤؤمن بتلاقى الارواح

غير معرف يقول...

موضوع كتبر مهم وراءع

غير معرف يقول...

سؤال ان تشعر ان هناك تألف بينك وبين شخص لا تعرفه ولم تراه من قبل هل ينطبق هذا الموضوع على سؤالى .
ان تشعر ان هناك شخص يشبهك تنتظرة رغم انك لم تراه ولا تعرف ملامحة ولا شخصيته ولا اى شىء بالمرة .
هل كل ذلك من وخى الخيال.

غير معرف يقول...

احيانا يحصل اللقاء الروحي وتنمو المحبه قم ينقطع لأسباب مجهوله فما السبب في هذه الحاله؟
وأحيانا يبدا ثم وبعد المصارحة والاعتراف ،يختلفون ،فما معنى هذا؟

غير معرف يقول...

انا تجربة حية لهذا الموضوع .. وقصصي مع العالم الأثيري غريبة .. للروح أسرار عميقة

غير معرف يقول...

موضوع رائع وشيق

Unknown يقول...

هنا الائتلاف جسدي او نفسي وليس روحي لايجب ان نخلط بين الاثنين فلحب الروحي غير مشروط بشيء يعني ان تحب شخص من دون ان يقدم لك شيء قد يكون اصغر او اكبر او من غير دين ووضع اجتماعي بلاضافة انه لايمتلك صفات تحبها فيه من اهتمام معين بتغاصيل وغيرها ورغم ذلك تحبه حب دون مشروط هنا اللقاء الروحي اما غير ذلك لاسباب ومادام كان يوجد اسباب فهو اما نفسي او مادي وشكرا

Unknown يقول...

هنا الائتلاف جسدي او نفسي وليس روحي لايجب ان نخلط بين الاثنين فلحب الروحي غير مشروط بشيء يعني ان تحب شخص من دون ان يقدم لك شيء قد يكون اصغر او اكبر او من غير دين ووضع اجتماعي بلاضافة انه لايمتلك صفات تحبها فيه من اهتمام معين بتغاصيل وغيرها ورغم ذلك تحبه حب دون مشروط هنا اللقاء الروحي اما غير ذلك لاسباب ومادام كان يوجد اسباب فهو اما نفسي او مادي وشكرا

غير معرف يقول...

طيب التألف والتلاقي يكون بين شخصين ماقد تقابلو او كلمو بعض؟