أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الجمعة، 4 فبراير 2011

الشباب المصري .. كم أنت رائع


   دون دخول تفصيلات وتعقيدات السياسة ، فإن ما يقوم به الشباب المنتفض في القاهرة منذ عشرة أيام ، والذي تحول الى ثائر ، يحتاج الى تعظيم سلام - بحسب ما تقوله العامة في مصر - لأن ما يقوم به من أعمال وتنسيقات غاية في الرقي ويستحق التحية ، رغم الضغوط الهائلة التي عليه من أطراف عديدة لها المصلحة في تشتيت الثائرين وتخويفهم ..

   
  ما يقوم به الثائرون في ميدان التحرير بالقاهرة الذي أصبح رمزاً لمصر في هذه الفترة التاريخية ، أمرُ يستحق التقدير الآن ومن بعد ذلك يستحق الدراسة والتحليل في الجامعات المصرية .. لاسيما كليات الإعلام والسياسة والاتصال .. 

  القصص التي نقرأها ونسمعها ونشاهدها لهؤلاء الثائرين وأغلبهم من الشباب ، وكيف يعيشون في العراء ويتعاملون مع ظروف الطقس والأمن والحاجات الإنسانية الأخرى ، قصص مدهشة شبيهة بتلك التي كنا نشاهدها في السينما .. الفرق أنها قصص واقعية بلا مخرجين ولا سيناريوهات مكتوبة ، بل عفوية ومن وحي الخاطر والظرف الزماني والمكاني .. 

  لجان شعبية متنوعة تقوم بمهام أجهزة الحكومة .. شباب يحرص على نظافة ميدان كبير يعيش فيه عشرات الألوف من البشر .. شباب من المفترض أنه الآن في المصانع والشركات وأجهزة الدولة المختلفة يبدع وينتج ، ولكنه وجد لظروف معينه نفسه في وضع لا أحد يحسده عليه .. 
   
  شباب شعر بمسؤوليته التاريخية فقام بأدائه على الأوجه الأمثل ولا أشك أنه يريد الوجه الأكمل قدر استطاعته ، لكن هناك موانع وعقبات ، ورغم ذلك فلن يقلل أحد من شأن ما يقوم به كل لحظة .. إن مثل هؤلاء لا يستحقون سوى  تحقيق ما خرجوا له أساساً وهو حاصل بإذن الله .. وإن أمة بها أمثال هؤلاء الشباب وبهذا الرقي في الفهم والتعامل مع المحيط ، جديرة بالنهوض مرة أخرى لتؤدي دورها الحضاري المعطل .. 

   ما يحدث الآن في مصر وما حدث وما يزال في تونس ، إنما هي بدايات مرحلة جديدة لهذه الأمة .. 
ما يحدث هو شبيه بما كان في الخمسينات من القرن الماضي حين انتفضت الشعوب ضد الاستعمار ، فاستقلت دولة هنا ومن بعدها دولة أخرى وثالثة ورابعة وهكذا حتى نالت اسقلالها واندحر المستعمر ، وظهر واقع جديد .. هذا الواقع استمر خمسين عاماً ويبدو أنه الى الترهل قد دخل وقد آن أوان التغيير .. فهل عام 2011 وربما الذي بعده وبعده ستكون أعواماً ثلاثة فاصلة تؤسس لواقع عربي جديد يستمر لسنوات خمسين أخرى .. 
   لا شيء يمنع في وجود روح جديدة تسري في نفوس الشباب .. والتغيير إن لم يقع اليوم فسيكون بالغد أو بعد غد .. التغيير قادم دون شك بصورة وأخرى وما ذلك على الله بعزيز .. 

ليست هناك تعليقات: