أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

هل تقضم أظافرك ؟



  
 كثيرون قد لا يدركون أن سبب مشاكلهم في العمل على وجه التحديد، وبسببها يتعرضون لانتقادات من مسئوليهم أو إنذارات ولفت نظر، إنما لأنهم يعيشون بشخصيتين مختلفتين في آن واحد . الشخصية الطبيعية التي يعرفها الناس عن الشخص وهي الظاهرة، والشخصية الخافية، التي هي السبب فيما يحدث للشخص من مشكلات..  وإليكم تفاصيل ذلك.

   دون كثير شروحات، فإن ما أقصده اليوم هو موضوع الوسوسة التي هي السبب في تحويل الإنسان إلى شخصين مختلفين، كل شخص يؤثر على الآخر لتكون المحصلة النهائية سلبية. ولينظر أي شخص منا حوله، سيجد بكل تأكيد من تكون حركاته فيها تردد عجيب، وحركات عيونه غير طبيعية، وكلامه يتغير بسرعة شديدة، فلا تكاد تعرف له استقرار على رأي،  فهو متردد متذبذب، لا يدري ماذا يريد وماذا يعمل. إن قرر أن يقوم بعمل ما، تراه بعد دقائق وقد تحول عنه، ثم بعدها بقليل يرجع ليقوم بالعمل كما قرر في المرة الأولى .. وهكذا في أغلب حالاته.
   
  التردد أو الوسوسة داء إذا أصاب شخصاً، حولته إلى إنسان ، غالباً لا يمكن الاعتماد عليه، بل ويكون عرضة لأن يوصف بالسلبية وعدم الإنتاجية، وبالتالي تكون النتيجة النهائية عدم صلاحية هذا الإنسان لشغل موقع ما أو القيام بعمل محدد، ما لم يكن تحت إشراف أو وصاية، ومعنى هذا أنه لا ترقيات ولا حوافز لأمثال هؤلاء المترددين المتذبذبين. وهذا بدوره سيؤدي إلى تعميق الجرح في نفوسهم.



   لنتعمق بعض الشيء في الموضوع وأسألك بعض الأسئلة ..

هل أنت من أولئك المتذبذبين المترددين في حياتك؟ هل تقوم بقضم أظافرك دون أن تدري وتشعر ما أنت فاعله؟ هل تشعر بحرج بالغ حين ترى أناساً لا تعرفهم وقد جمعتك الظروف أن تجتمع معهم لأمر ما في موقع ما ؟ هل أنت من النوع الذي يثور لأتفه الأسباب؟ هل تتردد حين الأكل في مسألة اختيار الطعام، وهل ترفض نوعاً أو أنواعاً معينة من الطعام لسبب أو آخر دون أن تدري لماذا ترفضه؟ هل تصاب بالصداع بشكل دائم، هل تؤثر فيك الانتقادات سواء في بيئة المنزل أم العمل أم في أي محيط مع الأهل والأصدقاء؟ 


   أرجو ألا تكون قد كررت كلمة نعم مع كل سؤال قرأته، فإنك لو فعلته فأنت في وضع حرج دون شك،  بل أنت إنسان متردد.. لقد ارتضيت أن تقع ضحية للوساوس والأوهام التي تجعلك تسهو ولا تعرف للتركيز معنى.، بل أخشى إن كنت قد أجبت على كل الأسئلة بنعم، أن تكون بحاجة للوقوف مع نفسك طويلاً ومحاسبتها على هذا الجنون الذي أنت فاعله بنفسك ومستمر عليه.

   الأمر يحتاج إلى بعض الثقة في النفس وبعض الاتزان والبعد عن المترددين الخائفين، ومخالطة أقوياء النفوس الواثقين، وبالطبع لا تنس أن هناك ديناً وقرآناً وصلوات وخلوات مع الخالق وقيام ليل ، مع أهمية بث روح التفاؤل في النفس، سواء قمت بنفسك أو قام بذلك آخرون من الإيجابيين معك ، واهمية إدراك أن هذه الدنيا لا تستأهل كل هذا الهم وكل هذا التردد والوسوسة، فإنها أيام وتنقضي، فإن لم تعشها بروح متفائلة واثقة مؤمنة ، فأنت الخاسر في نهاية الأمر وليس أي أحد غيرك .. وهذا   أنت بيدك تقرره ، إما لك أو عليك.. فانظر ماذا ترى ؟