أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 7 نوفمبر 2010

لا تكن ضيق الأفق ..



وحتى نعيش سعداء متفاعلين مع الغير، وإيجابيين في الأخذ والعطاء والتعاطي مع أفراد المجتمع، لا بد أن نتقبل آراء الجميع، وأعني ها هنا تحديداً المخالفين لنا، وذلك بشيء من التفهم، لسبب بسيط جداً، هو أن الرأي المخالف لا يمكن أن يكون خاطئاً كله، بل لا بد أن هناك نسبة من الصحة فيه وحوله، وهذه النسبة هي التي يجب أن نتنبه إليها ونتعاطى معها أولاً، قبل نقاط الاختلاف.


  من هنا إذن حاول أن تستمع إلى الآخرين، وألا تنفعل إن خالفوك الرأي، بل ابحث عن الجزء الصائب في الرأي المخالف، وابدأ منه المسيرة الإيجابية، فلعل تلك النسبة الضئيلة من الصواب تفتح لك آفاقاً لم تكن لتدركها لولاها، بل لعل ذاك المخالف لك يفتح أيضاً بصيرتك قبل بصرك على أمور كنت غافلاً عنها لسنوات طوال، معتقداً أنك على صواب وصراط مستقيم.  


  إذن حتى تنجح في حياتك هناك قواعد لا بد أن تراعيها، واحدة منها أن تستمع إلى الآخرين برحابة صدر، ولا تحاول أن يكون هدفك الأول أن تنتقد آراءهم، بل بدلاً من إجهاد نفسك في البحث عن نقاط الخلاف من أجل النقد، ابحث عن نقاط الاتفاق أولاً وقبل كل شيء، فإنك إن فعلت ، أرحت نفسك من توترات وإجهادات نفسية أنت في غنى عنها دون شك ..  

  حتى تضيف نجاحاً آخر الى نجاحاتك الأخرى ، وتعيش حياة هانئة هادئة خالية من التوتر والقلق والتربص بالآخرين، فلا تحاول أن تعتقد بصوابية رأيك دائماً معتمداً على سنوات عمرك وبعض مؤهلات علمية ودورات تدريبية وقراءات من هنا وهناك، بل عليك أن تعتبر نفسك دائما طالب علم تتعلم، فليس عيباً أن تتعلم ممن يصغرك سناً ويقل عنك علماً وثقافة. ومن قال إني أعلم وأعرف،  مكتفياً بما درس وتعلم في سنوات سابقة من عمره، فهو بذلك يعلن جهله علانية وبكل صراحة.. ولا أظن أحدكم أعلن عن ذلك من ذي قبل ، بل أرجو ألا يفكر في ذلك من بعد أيضاً ..  


ليست هناك تعليقات: