
رغم كل الجهود والأعمال العظيمة التي قام بها
أبوطالب مع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يسلم وظل على دين آبائه
حتى أسلم الروح، ولم يكن من سبب يدفعه إلى ذلك سوى الخشية من ملامة الناس وكلامهم،
وخشي أن تقول قريش بأنه جزع وخاف عند موته فأسلم.. إن قصة وفاة أبي طالب، هي نموذج يبين لك كيف يمكن
أن يؤدي الاهتمام الشديد والمبالغ بكلام الناس دون وجه حق، إلى نهايات غير سعيدة.
لا أقول بتجاهل ما يقوله الناس ولكن في حدود المعقول وضمن إطار الحق، لا أن أسمع
لهم على حساب الدين والأخلاق والمبادئ.

من طريف ما جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله ضمن هذا
السياق، قال:
ضحكتُ فقالوا ألا تحتشم؟ بكيتُ
فقالوا ألا تبتسم؟ بسمتُ فقالوا يُرائي بها، عبستُ فقالوا بدا ما كتم! صمتُّ
فقالوا كليل اللسان، نطقتُ فقالوا كثير الكلم. حلمتُ فقالوا صنيع الجبان، ولو كان
مقتدراً لانتقم. بَسِلتُ فقالوا لطَيشٍ به وما كان مجترئاً لو حكم. يقولون شذ إن قلتُ
لا، وإمّعة حين وافقتهم. فأيقنتُ أني مهما أرد رضى الناس لا بدّ من أن أُذم
!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق