إن تأمّل المرء منا
لتلك الحقيقة سيكون باعثاً في النفس كثير هدوء وسكينة ، كي لا يتألم كثيراً وطويلا
، باعتبار أن الجميع يمر بتلك الامتحانات والاختبارات، بغض النظر عن المستوى
الاجتماعي والمادي وغيره للشخص.. الغني مثلاً يمرض كما الفقير ، والثري يتألم كما المسكين
، والكل يموت ولا فرق ، وهكذا .. ليس هناك تمايز بين البشر في اختبارات الحياة،
التي لم يسلم منها حتى الأنبياء والأولياء وكذلك الصادقين والصالحين ، وحسن أولئك
رفيقاً ..
ما يهمنا في هذا
السياق هم الذين يمرون باختبارات الحياة المختلفة ، يتعرضون فيها لمتاعب جمة وآلام
مبرحة ، فترى أحدهم وقد انتكس واستسلم للنتيجة أو الواقع دونما قليل من التفكر
وإعادة النظر ، للبدء من جديد ..
هناك بعض آخر على
النقيض ، فما إن يسقط أحدهم أو ينتكس أو يتعرض لكبوة ، إلا وجدته وقد حزن وتألم
بعض الشيء ، شأنه شأن أي إنسان صاحب مشاعر فطرية لا يمكن تجاهلها ، لكنه لا يطيل
البكاء على الأطلال واللبن المسكوب والحزن على ما فات ، بل يدرس الماضي ويعيش
لحظته ، متعظاً ومخططاً للبدء من جديد ، ليقينه التام بأن الحياة تسير ولن تقف له
إن هو توقف .. وهذا ما يدعونا جميعاً
لعميق تأمل وتدبر.. فما نتعرض له من مواقف وانتكاسات وخسائر وهزائم ، يجب ألا توقفنا
وتؤخرنا عن مسيرة الحياة ، لأن الخاسر الأكبر في تلك الحالة هو من يتقبل الهزيمة
ويخضع ويركع، ومن يركع لغير الله فقد ذل وخاب وخسر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق