بالأمس لم تكن العروض العسكرية ، الجوية منها أو الأرضية والبحرية بالتي
لفتت الأنظار وشرحت الصدور وأفرحت القلوب ، بقدر ما كانت في تلك اللفتة الإنسانية من
سمو أمير البلاد ، حفظه الله ورعاه ، غير المبرمجة ولا المتوقعة من الحضور بالموقع
ولا المشاهدين عبر التلفاز ، وهو يسير بعيداً عن الرسميات والسيارات والبروتوكولات
الأمنية ، يقترب جداً من حشود الجماهير من المواطنين والمقيمين على أرض قطر الطيبة. يسلم على هذا وذاك ويقترب أكثر ليصافح الصغير والكبير ، المواطن والمقيم في
مشهد لابد لك أن تحترمه وتحترم سيد المشهد وكان بامتياز ، سمو الأمير حفظه الله ..
ففي الظروف الراهنة
التي صارت قطر في قلب أهم وأبرز الأحداث على المستوى العربي أو أحداث الربيع
العربي ، إن جاز لنا التحديد أكثر ، وفي
ظل التوترات المصاحبة لها هنا وهناك ، وأهمية أخذ التدابير الأمنية واشتراطات
السلامة الضرورية لكل شخصية رسمية ، نجد سمو الأمير وقد تجاوز كل ذلك متوكلاً على
الحفيظ سبحانه ، ليقترب من أبناء شعبه ومن يقيم على هذه الأرض الطيبة ، حتى اختفت
المسافات المادية ، ومن قبلها المعنوية ، بينه وبين محبيه على هذه الأرض وملايين
آخرين هنا وهناك على مستوى الوطن العربي ..
هي مسافات بالأمتار
قليلة ، سار فيها سمو الأمير قريباً من حشود الجماهير على كورنيش الدوحة يوم أمس ،
كانت كفيلة بتعميق مشاعر الحب والتقدير والاحترام لهذا الرجل ، الذي يبذل الجهد في
الداخل والخارج لأجل أمن وسلامة ورفاهية الناس ، حتى وإن اختلف معه الغير ، وهذا
أمر لا ينكره سمو الأمير ، ولكن في اعتقاده أنه يكفيه شرف المحاولة والعمل والاجتهاد
فيه، فيما التوفيق من عند رب العباد ، فإن
أصاب فله أجران ، وإن لم يكن كذلك فله أجر، وهذا مفهوم كل مسلم للعمل كما يعلمنا
ديننا الحنيف .
هذه هي إذن قطر ،
وهذا هو أميرها . دوماً مثار إعجاب وتقدير، وهذا أمر بالضرورة يسعد كل قطري وقطرية
. إن زمننا هذا هو للعمل الجاد وبايجابية وإتقان ومثابرة ، فقد ولى عهد التنظير
والكلام والقعود عن التنفيذ .. استطاعت قطر في غضون سنوات قليلة أن تكون في الداخل
والخارج مثار الاهتمام ، فالموازين والمعايير تختلف في هذا العصر ، والتأثير في
الأحداث لم يعد يشترط حضور التاريخ والجغرافيا بشكل كبير كما كان في عهد مضى ، بل
التأثير بقدر جهدك الموزون وروحك الايجابية وتفانيك في عملك وإتقانك له ، فهي
معايير هذا العصر ، وهي التي تجلب لك التقدير والاحترام ، وأحسب أن هذا هو النهج
الذي تسير عليه قطر وبالمثل يسير أميرها ، حفظهما الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق