نعتقد أن الرجل السياسي الناجح هو من يملك عقلاً مدبراً يمكنه به تدبير الأمور لصالحه أو صالح من يعمل له أو القضية التي يعمل عليها .. لكن مع هذا، فليس بالعقل الراجح فقط يمكن أن ينكون هذا السياسي ناجحاً يشار اليه بالبنان ، فإن هناك عوامل أخرى مهمة لا تقل أهمية عن العقل الراجح المدبر ..
في دول كثيرة من تلك التي يتم انتخاب الرئيس فيها ، يحرص كل مرشح وهو يخوض منافسات الرئاسة أن تتوفر فيه عوامل جاذبة اضافة الى رجاحة العقل . من تلك العوامل المظهر والذي لا يعني هذا أن المرء يعيد خلق نفسه أو تغيير مظهره ، فالأمر ليس يتعلق بهذا المعنى الحرفي ، لكن الجماهير مثلاً ترحب بصاحب القوام الطويل وصاحب الوجه الأنيق الباعث على التفاؤل والحيوية
الجماهير تفضل صاحب اللياقة البدنية التي تبدو واضحاً من خلال المشي مثلا أو ركوب سلم الطائرة أو السير في طوابير الشرف العسكرية ومصافحة الآخرين والقدرة على مواجهة الكاميرات بوجه بشوش مريح وحركات مدروسة لليدين والرأس والعينين الى آخر ما نسميه بلغة الجسد .
لاحظ مثلا كيف كان ريغان يمشي نحو الصحافيين في البيت الأبيض أو كلينتون أو بوش الابن . كانت حركة السير مدروسة فكان يسير أحدهم بخطى واسعة وسريعة توحي بنشاط ولياقة بدنية عالية تريح الناظر وتشعره أنه أمام رئيس نشط حيوي ، فتسري الروح النشطة في الجماهير وبالتالي تجد القبول والإعجاب تلقائياً قد حدث عندهم لأولئك الرؤساء .
لكن لا يعني أن قصار القامة لا محل لهم من الإعراب في عالم السياسة . كان موسوليني قصيراً وكذلك نابليون وهايلي سيلاسي واليوم أحمدي نجاد كأبرز رئيس قصير القامة .. أمثال هؤلاء يعوضون النقص في هذا الأمر بتجنب الوقوف بين طوال القامة قدر المستطاع ، وإن جلس أحدهم على كرسي فإنه يتم الأخذ بعين الاعتبار مسألة تدلي القدمين ، فيكون الحل بتخصيص كرسي مناسب لأطوالهم أو وضع مخدات ووسائد تحت أرجلهم كما كان الحال مع هيلاسي أو صندوق خشبي مخفي على المنصة في وقت مخاطبة الجماهير كما كان الحال مع موسوليني .. ومؤخراً ساركوزي .
حاول أن تلاحظ الرؤساء ،سواء المسالمين منهم أو المجرمين الجبابرة وحاول أن تسجل كيف أحدهم يسير أو يحرك يديه ورأسه أثناء الخطابات وكذلك حين يكون أحدهم بين الجماهير أو حال ركوب احدهم سلم طائرة . حاول أن تسجل ملاحظاتك على كل رئيس تراه ثم قرر بينك وبين نفسك من الذي يثير إعجابك وما الذي أعجبك فيه .. ستجد الأمر مثيرا ومسلياً في الوقت ذاته ..
وللحديث بقية مع السياسيين .. وقانا الله من جبابرتهم .
هناك تعليقان (2):
شكراا أخ عبدالله على تعليقك ووقتك.
شكراا على تعليقك ووقتك .
إرسال تعليق