أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

احترم نفسك أولاً ..


   واحدة من مشكلات الكثيرين في حياتهم وعدم إيجابيتهم وقدرتهم على أن يكونوا منتجين في المجتمع، هي احتقار الفرد منهم لذاته وعدم احترامه وتقديره لنفسه.. وبالتالي ضعف علاقاته مع أفراد المجتمع، وميله نحو الانعزال السلبي..


  لماذا يحتقر المرء ذاته ولماذا يقلل من شأن نفسه أو لا يقدرها حق تقدير؟ لابد وأن وراء ذلك سببا أو جملة أسباب، لأن التقليل من شأن الذات دليل على أن هناك جذوراً للمسألة قد تصل إلى أعماق ذاكرة الشخص هذا، بحيث تتغذى تلك الجذور على ذكريات وحوادث هي مؤلمة وتعتبر مصادر التغذية الرئيسية للشعور بالدونية وبالتالي التقليل من الذات أو تحقيرها.


  تلك الذكريات تعود بالطبع إلى مراحل مبكرة من عمر الإنسان، وخاصة البيت ومن ثم المدرسة، باعتبارهما أكثر المواقع التي يمكث فيها أي فرد منا في حياته، وأكثر المواقع التي يختلط بأفرادها وتنشأ علاقات وتتنوع الصداقات وتتشكل الشخصيات ويمتلئ الذهن بعشرات الألوف من الذكريات المتنوعة كذلك..


  البيت دوره مهم جداً في رفع أو خفض شأن أي أحد من أفراده. وحين يجد فرد في بيته كل تشجيع ورفع شأن من أبويه وأخواته على كل صغيرة وكبيرة، ويتم بث روح الشجاعة فيه وإطلاق أوصاف الإبداع والامتياز على أعماله، وإن كانت غير واقعية بدرجة كبيرة، فهذا لا شك سيؤدي إلى تصديق تلك الأوصاف وبالتالي يؤثر على الشخص وعلى أهمية أن يكون عمله مجوداً وممتازاً لا يقبل درجة أقل.. وهكذا ينشأ شخصاً معتزاً بذاته، يحترم نفسه وشخصيته، ويخرج واثقاً من نفسه إلى المجتمع، ويكون عنصراً فاعلاً فيه.. 


   أما من ينشأ في بيت لا يعترف بجهوده ويتم تحقيره والتقليل من شأنه والتعدي عليه الإهانات والشتائم، فإنه دون شك سيتبنى ما يصدر بحقه ويبدأ يعتقد في صحة ما يسمعه وما يقال عنه - فلا يمكن أن يكون الجميع على خطأ وهو الصائب الوحيد- هكذا لسان حاله، فيبدأ في تحقير ذاته وينشأ على هذا، ما لم ينتشله أحد من المستنقع الذي وقع فيه، حتى إذا ما خرج إلى المجتمع، صار إنساناً سلبياً لا يعترف بوجوده ودائم التقليل من شأنه وفاقداً للثقة، وبالتالي لا يتمكن من إنجاز ما يوكل إليه من عمل..


   ألستُ الشخص غير المنتج وغير القادر على فعل شيء؟ هكذا يتساءل الفرد المحتقر لذاته بينه وبين نفسه. ويرد على نفسه بالإيجاب والقبول فيقرر بعدها قائلاً: إذن طالما أنني الشخص هذا، فإن ما أراه هو نتيجة طبيعية لعملي! إذن أنا فاشل!!

ليست هناك تعليقات: