
التفسير الأقرب الذي
أميل إليه لذلك التشابك أو تلك العقد التي نشأت في حبال الدماغ، هو أننا - وبما
كسبت أيدينا في غالب الأحوال - نفتح ملفاً تلو الآخر في هذا الدماغ ، إضافة الى
تلك التي يدفعنا آخرون لفتحها شئنا أم أبينا، بحيث لا نكاد ننتهي من إتمام موضوع
ملف ما حتى نفتح ملفاً ثانياً وثالثاً وعاشراً وألف .. وهكذا نجد أنفسنا بعد حين
من الدهر قصير، وقد تحولت أدمغتنا إلى ملفات عديدة مفتوحة شبيهة بمن يفتح صفحات
ومواقع عديدة في جهاز كمبيوتر، لا يدري بعد قليل من الوقت أين الصفحة الأساسية
وماذا كان يبحث عنه !!

تلك الطريقة في
التعامل مع مفردات ووقائع وأحداث الحياة ، ربما هي من الأسباب الرئيسية للتوتر
والقلق الذي يعيشه كثيرون، والله سبحانه ما جعل لرجل من قلبين في جوفه، وهي
واحدة من الإشارات القرآنية العديدة في هذه الآية الداعية إلى أهمية التركيز
والإتقان في أي عمل أو موضوع يهتم المرء به.. والله سبحانه ، يُحب إذا عمل أحدنا
عملاً أن يتقنه كما في الحديث الشريف. ومن هنا ، كلما كان الاتقان والتركيز ، كلما
قل عدد الملفات المفتوحة ، وبالتالي قل التوتر والضغط على النفس، وكذلك الدماغ، وهذا لب موضوع اليوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق