الخميس، 28 يناير 2016

المقام الرفيع ..



    الصلاة ، هي العبادة الوحيدة المنفردة، التي جاء التكليف بها للأمة المحمدية بشكل مباشر من الله عز وجل، إلى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دونما أي واسطة عبر عظيم الملائكة جبريل عليه السلام كما بقية التكاليف والأوامر الإلهية ..

   حين وصل النبي الكريم r  بمعية جبريل عليه السلام إلى سدرة المنتهى بعد السماء السابعة ليلة المعراج، توقف جبريل هناك، حيث قد بلغ إلى الحد المسموح له الارتقاء:" ﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ﴾ ، فاستمر النبي r بالصعود ووصل مقاماً لم يبلغه أحد من مخلوقات الله ، وحدث ما حدث بينه وبين الخالق عز وجل.  ثم هبط عائداً إلى الأرض وقصته مع النبي موسى عليه السلام الذي سأل عما جرى بينه وبين الله، فكان حديث التكليف بالصلاة إلى بقية القصة المعروفة ..


من هنا يتبين لنا شرف وعظمة هذه العبادة التي فرضها الله من فوق سبع سماوات. خمس صلوات بأجر خمسين صلاة .. من يؤديها على الوجه المطلوب فإنما يكسب شرفاً ورفعة، وكلما أحسن المرء وأجاد وخشع وأتقن صلاته، كلما ارتقى وزاد من رصيده عند الله .. 

إنها العبادة الوحيدة التي لا تسقط تحت أي ظرف من الظروف، طالما هناك شيء من الوعي لدى الإنسان. لاحظ أن الصلاة مفروضة في السفر والحضر، والسلم والحرب، والخوف والمرض، وصولاً إلى أشد أنواع البلاء وإلى الحد الذي إن لم يقدر المصاب سوى تحريك رمشه فقط، تجد أن الفريضة لا تسقط عنه، بل تبقى فرضاً، وعليه أداؤها بتلك الرموش، على عكس الصوم والزكاة والحج. إذ على رغم أنها من أركان الإسلام العظيمة، إلا أنها جميعاً قد تسقط في حالات معينة ولا إثم على من لم يقدر القيام بها.. فهذه هي الصلاة، العبادة أو الصلة اليومية بالخالق عز وجل دونما أي حاجة لوساطات من هذا أو ذاك أو مواعيد مسبقة.. أبعد هذا الشرف الرفيع والمكانة العالية للصلاة، يتكاسل أحدنا عن مثل هذه اللقاءات التي لا مثيل لها في الحياة؟ المسألة تحتاج إلى إعمال العقل من جديد تجاه هذا الأمر، والعض عليه بالنواجذ، الآن وقبل فوات الأوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق