الثلاثاء، 7 يوليو 2015

المجرمون لا ينقرضون ..


  من أبشع الجرائم التي ترويها كتب التاريخ ، جريمة حريق روما الشهير ، على يد أحد فراعنة أوروبا حينذاك ، نيرون . حيث لم يكتف بتعذيب شعبه ، فقام بإشعال النار في روما وجلس متفرجاً متغنياً بأشعار هوميروس ومستعيداً لأحداث طروادة، حتى أكلت النيران  روما  والتي استمرت  أسبوعاً  ، أحرقت الأخضر واليابس ومعها البشر  ..      

  من يقرأ التاريخ سيلاحظ أن الظلمة والجبارين تكون نهاياتهم بائسة ، ومن التاريخ أيضاً نتعلم ،  أن كل ظالم تكون نهايته عبر ثورة ، وإن اختلفت صورتها وشكلها ونوعها ، فالطاغية نيرون كمثال واحد ضمن أمثلة كثيرة منتشرة عبر التاريخ ..

   نيرون كانت نهايته بثورة شعبية . حيث اجتمع العديد من الناس ورجال المملكة وقرروا  عزله بأي ثمن ، فإن ما اقترفه من جرائم في حق الشعب والبلاد أكبر وأكثر مما يمكن الصبر أو السكوت عنها ، فتم لهم ذلك وعزلوه ، ولكن من بعد تقديم تضحيات كثيرة .

    قضت محكمة الثورة الشعبية عليه بالإعدام ، ولكن ليس ضرباً بالسيف أو شنقاً وحرقاً ، بل ضرباً بالعصي !!  وإن كانت هناك بعض الروايات التاريخية تقول بأنه أبى  على نفسه أن يُقتل بيد شعبه فقتل نفسه ، وقيل في روايات أخرى أنه أمر كاتم أسراره بقتله ، وقيل أيضاً أن الجنود انقضوا عليه فقطعوه بسيوفهم إرباً إربا .. وكان ذلك عام  68م. 

  المهم في الموضوع وهو ما نرغب الوصول إليه ، أن نهايته كانت أليمة ذليلة ، بغض النظر عن كيفيتها ، فإن تلك النهاية هي بعض ما يستحق من جزاء في هذه الدنيا قبل الآخرة .. فهذا نموذج لطاغية متجبر سيذكره التاريخ إلى يومنا هذا والى ما شاء الله .

  إن تكرار وظهور نماذج نيرون وفرعون وغيرهم من الفصيلة ذاتها عبر التاريخ ،  وإصرار الطغاة والجبارين السير على منهج من سبقوهم من المتجبرين ، رغم اليقين في اللاوعي عندهم أن النهاية واحدة وأليمة أيضاً ، هو أمر يستحق البحث والتأمل .. كيف ولماذا يظهرون ، وكيف السبيل إلى منع تكرار تلك النماذج .. تساؤلات مهمة لابد من بعض التأمل والتفاكر حولها ، والواقع الإنساني يفيد بأنه لا مؤشر على أن البشرية استفادت من تجاربها السابقة في هذا المجال ، ولا يوجد ما يمنع ظهور نيرون جديد بصورة مختلفة وسيناريو مختلف ، والأمثلة المعاصرة في الشرق والغرب ، أكبر الأدلة على ما نقول .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق