الجمعة، 24 يوليو 2015

لماذا يلجأ البعض للعنف ؟


  الإنسان منا وبطبعه وحسب فطرته التي خلقه الله عليها ، هو إنسان هادئ مسالم ، يحب الخير والسلام ويكره العنف والشر ، ومع ذلك فإن أي فرد منا لديه قابلية اللجوء للعنف بشكل عام ، وحين يتجه المرء إلى العنف ، فلأن هناك منشطات ومحفزات تدفعه وتحثه إلى انتهاج العنف واتخاذه كوسيلة أخيرة لتحقيق ما بالنفس من طموحات مكبوتة ، بغض النظر عن ماهية تلك الطموحات ومدى شرعيتها ، وسواء اتفقنا معها أم اختلفنا ..

   من هنا يمكن القول بأن المرء يلجأ للعنف حين يجد الدوافع إليه وقد تكاثرت حوله ،  والحرمان هو أبرز تلك الدوافع أو المنشطات ، سواء كان حرماناً اجتماعياً أم سياسياً أم اقتصادياً .. إن الحرمان الذي أعنيه هو ذاك الذي يجده الفرد من المجتمع ، حين يمنع هذا المجتمع عنه الفرصة تلو الأخرى ليحقق مطامحه الشخصية الشريفة أو مكاسب معينة شريفة أيضاً ، ويمنعه من لعب دور اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي في المجتمع ..  

  إن اجتهد في مجال عمله وأراد أن يستفيد ويتقدم اعتماداً على تلك الجهود ، فسيجد عقبات كثيرة تحرمه من ذلك ، وإن أراد أن يتكسب في مجال اقتصادي وبصورة شرعية شريفة ، وجد من يمنعه من ذلك ويقطع عليه الطريق أو الطرق ويحاربه ،  وإن أراد  التعبير عن رأي حول أخطاء أو انتهاكات خطيرة يمارسها أفراد أو مؤسسات ، وجد الموانع والعقبات .


   كل تلك المظاهر تجتمع في بوتقة واحدة هي " الحرمان " . وحين تتزايد محتويات تلك البوتقة تفيض وتبدأ تنساب على من حولها  . والفيضان هذا يتمثل في العنف الذي نتحدث عنه ،  ومظاهره عديدة.. منها الفوضى ، التعطيل ، التخريب وغيرها كثير كثير .. وقد يمارس العنف فرد واحد أو أفراد عديدين قد يجتمعون على نفس الأسباب أو أن يكون لكل أحد منهم سببه الخاص ، لكن جمعهم الحرمان !


  لهذا تعلو أصوات مراكز الدراسات والأبحاث وما شابه،  داعية المجتمعات والحكومات على إيلاء أهمية كبرى لمسألة العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ومنع الظلم ، بدلاً من ملاحقة أو مضايقة  المنادين بتلك الأمور ، حتى لا تتعقد وتتأزم الأمور أكثر فأكثر .. إنها الحكمة في التعامل مع الغير ، وربما ضياع هذه الحكمة في كثير من المجتمعات ، سبب رئيسي لشيوع أشكال مختلفة من العنف ، لم تكن لتحتاج سوى قليلاً من الحكمة لتفاديها ومنع الخراب والدمار .. ولعل الأمثلة والشواهد من حولنا في هذا العالم  أكثر من أن نحصيها ونذكرها في المساحة المحدودة هذه .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق