الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

انتبه من الاسترخاء في الحياة !!


  نفسك أهم ما تملك .. وهذا يدعوك إلى أن تهتم بها وتعالج مشاكلها ،  وتقدر ذاتك وتريح نفسك وتخطط لها حتى نكون أسعد الناس .. لكن هناك مشكلة أو مرض يعترض أحدنا وهو يدير حياته ويرغب أن تكون إدارته على الوجه الأمثل ،  وهو ما يمكن أن نسميه بمرض الاسترخاء في الحياة .. وبالطبع  لا أعني ذاك النوع من الاسترخاءات التي ينصح بها الأطباء والمعالجون النفسيون ، وإنما ذاك الذي يصيب العقول وبالتالي القلوب فتتأثر السلوك به .

   الاسترخاء الذي اعنيه ها هنا يتمثل في أخذ الأمور بنوع من التساهل والاستهتار والبعد عن الجدية في التعامل معها .. وطبيعة الإنسان أنه يميل إلى الكسل ، وطالما أنك لا تجد ما يدفعك دفعاً إلى العمل والاجتهاد والإبداع في أي ناحية من نواحي الحياة ، أو لا تشعر بإجبارية الظروف لك للقيام بأمر ما ، فإنك ستركن إلى زاوية الاسترخاء وفي هذا التركين تفويت لكثير من الفرص والانجازات التي تحدثنا عنها سابقاً .

    وفي هذا السياق يمكن أن نُدخل التسويف في حياتنا إلى دائرة الاسترخاء . إذ طالما أنك مسترخ في حياتك لا تقوم إلا بأقل القليل ولا تبذل إلا أقل الجهد ، فثق تماماً أن مرضاً حياتياً آخر في الطريق قادم .

   التسويف أو تأجيل الأمور أسوأ من الاسترخاء . التسويف يعني أن الظروف أجبرتك للقيام بأمر ما ولكن بعد بحث ونقاش تقرر تأجيله أو تسويفه لحين ، فيما الاسترخاء يعني القيام بالعمل إن أجبرتك الظروف ولو بالحد الأدنى من الجهد ، وهو في الحقيقة أفضل من مرض التسويف على أقل تقدير، ولكنهما يظلان في دائرة الأمراض الحياتية التي تصيب أي شخص منا يريد أن يدير حياته بشكل صحيح ، ويتسببان في تفويت الفرص والانجازات ..

  ما العمل إذن يا سادة ويا سيدات وكذلك الآنسات ؟

    أنصح نفسي أولاً قبل الغير في ها هنا مقام ، وهو أن يقوم أحدنا ، إن أصابه مرض الاسترخاء أو التسويف أن يعمل العكس فقط . كيف ؟

    إن شعرت برغبة في تسويف أمر ما أو تأجيله لأي سبب ، قاوم نفسك واضغط عليها لتنجز العمل فوراً أو على أقل تقدير تبدأ الخطوات الأولى منه ، ولكن حذار من أن يهبط عليك مرض الاسترخاء حين تجد نفسك وقد بدأت تنجز عملك ، فتقرر التوقف بداعي التفكر والتأمل وأخذ قسط من الراحة ، فإن جاءتك تلك الخواطر فاعلم أنها مقدمات لمرض الاسترخاء ، الذي إن استجبت لمقدماته فإنه يعني الخطـر الذي تحدثنا عنه في البداية ..

    انتبه واجتهد وابتعد عن هذا الاسترخاء المزيف ، فالاسترخاء الحقيقي يأتي بعد أن تكون أنجزت عملك على أكمل وجه .. وهو علاج وليس مرضاً كالمزيف الذي تحدثنا عنه .. وفقك الله لما يحبه ويرضاه .