الأحد، 28 أكتوبر 2012

احداث الكويت .. من افرازات الربيع العربي


   مع الأحداث الأخيرة التي وقعت بدولة الكويت خلال الأسبوع الفائت ، وبعد مشاهد متنوعة كانت نتيجة غليان متدرج على مدار سنتين تقريباً وقد بدأ يفيض بشكل وآخر، فكانت أبرز مشاهده مصادمات غير متوقعة ولكنها وقعت بين الخارجين في مسيرة سلمية تحولت بعد قليل من الوقت إلى شبه صدام بينهم وقوات مكافحة الشغب، وتم فيها إطلاق قنابل صوتية ودخانية لم تكن متوقعة بشكل كبير.

   أقول، بعد تلك الحادثة، يقفز كالعادة في مثل هذه الظروف المتجددة بين حين وآخر في منطقة الخليج المحدودة، سؤال جوهري مهم مرتبط بما يدور منذ عامين تقريباً في المحيط العربي، أو ما تعارفنا على تسميته بالربيع العربي.. يقول هذا السؤال: هل الخليج العربي بمنأى عن هذا الربيع؟ علماً بأن فصل الشتاء على الأبواب في منطقة الخليج الدافئة!

   الربيع العربي، كما قلنا، هو وصف ما زال يتم تداوله عالمياً للإشارة إلى الثورات الفاعلة التي قامت أو التي ما زالت تتفاعل في عدد من بلدان العالم العربي، وأبهرت الشرق والغرب، بغض النظر عن نسب النجاحات التي تفاوتت من ثورة لأخرى. هذا الربيع ما زال يبث قلقاً وهماً من أن يمتد ويتوسع أو تصل شراراته إلى مساحات وجغرافيات عربية بصورة وأخرى.

   دول مجلس التعاون الخليجي تقع ضمن المساحات التي يمكن لتأثيرات هذا الربيع أن تصل إليها بشكل أو بآخر، والحكومات في المنظومة تدرك هذا، فمنها من قامت بما يلزم للتعاطي مع إفرازات هذا الربيع بشكل يمكنها التوافق والسير معه بأقل ما يمكن من أضرار، ومنها من لم تستوعب بعد ما جرى ويجري في جغرافيات عربية ليست ببعيدة، وربما آخرون مطمئنون إلى أن هذا الربيع لن يصل إليهم لحسابات معينة هم أدرى بها!

   منظومة دول التعاون بالطبع ليست استثناءً من هذا الذي يجري ولا يمكن اعتبارها بمأمن أو منأى عن الحاصل في بلدان عربية خمسة توزعت ما بين المشرق والمغرب العربي. ما حدث في تلك الجغرافيات إشارة واضحة إلى أنه لا يوجد ما يؤكد على استحالة تكراره في جغرافيات عربية أخرى في العالم العربي الممتد من صنعاء إلى نواكشوط.

   السؤال الذي يطرح نفسه ها هنا: هل دول المنظومة الخليجية مهيأة للتعاطي الإيجابي مع إفرازات الربيع العربي؟ وهل قامت أو ستقوم بمبادرات استباقية تؤمن لها عدم الاصطدام بالسيل العربي الثوري القادم لا محالة لكل نقاط ومفاصل العالم العربي عاجلاً أم آجلاً؟ وكيف لها أن تستقبل الربيع العربي برحابة صدر وتتفاعل معه لتكون أنموذجاً لكيفية استثمار الأحداث العنيفة في مسائل الإصلاح والتنمية والبناء؟

   المنطق والصواب يقتضيان من كافة دول الخليج، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، التعاطي الإيجابي مع المتغيرات الحاصلة حولها، وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت فيها أنظمة مصر وليبيا واليمن، أو كما هو الآن ما زال يمارس الخطأ نفسه، النظام في سوريا.. إذ كلما كان التعاطي هادئاً حكيماً، كلما تم تجاوز الحساسيات والاحتقانات بهدوء وأمن وأمان، قبل أن يستغلها البعض المتربص بالمنطقة أسوأ استغلال، وما أكثرهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق