هذه خواطر أكتبها صبيحة أول يوم من أيام الموسم الدراسي الجديد في قطر .. وليست هناك علاقة بين كتابة هذه الخواطر وبين أول يوم دراسي لأبنائنا .. لكنني اكتبها لأنها جاءت بعد ليلة كابوسية اختلطت مشاعر وأحلام وأفكار مع تغريدات تويترية متنوعة ..
فكرة الخواطر التالية كامنة في أنني منذ الأمس أحسست ببعض أعراض الإنفلونزا .. صداع وإحساس بالبرودة وشيء من تكسّر في العظام والرغبة إلى النوم دون أن تنام في حقيقة الأمر .. استمر الأمر هكذا حتى أحسست بشيء من النشاط منتصف ليلة الأمس ، فبدأت اكتب تغريدات في تويتر ووجدت مداخلات وتعليقات طيبة من بعض المغردين والمغردات حول مفهوم الحظ في هذه الدنيا فنسيت أولاً أنني في بدايات الإنفلونزا ، وأنه ثانياً يجب عدم السهر لأن علي النهوض مبكراً بسبب بدء الدراسة ..
وجدت نفسي مع تويتر حتى الساعة الواحدة والنصف تقريباً ، حيث بدأ الصداع من جديد يضرب أنحاء الدماغ ، والأنف يسيل - أعزكم الله – وقررت أن أترك تويتر وأخلد إلى النوم إن استطعت .. وهذا ما لم يحدث فعلاً .. فقد حدث الآتي بعد نصف ساعة من الاستلقاء ..
وجدت نفسي أعيش كوابيس وأحلام مزعجة ، ولم أكن أقدر على النوم على جهة واحدة لأكثر من دقائق معدودة كنت أسمع أصوات التغريدات ! كأن كل مغرد بدا يغرد بصوته وليس بكلمات مكتوبة،فهذا فيصل السويدي faisalalsuwaidi@ يرد على تغريدة الحظ وأن الحظ عكاز الفاشلين، وترد الدكتورة نور العيسى n_aleasa@ وتتكلم عن قوانين مورفي ، ورأيت أن محمد داود dawodm@ يقف متحدثاً عن الحظ والألعاب الأولمبية،وتأتي عائشة الكعبي aishafadelali@ وتتساءل عن الثروات والصحة والسعادة وهكذا وجدت نفسي في عالم تويتر والتغـريدات وبالأصوات هذه المرة ، فيما الصداع سيطر على الرأس تماماً ، فطار النوم بعيداً بعيداً ..
وبالطبع اختلطت كوابيس تويتر مع كوابيس بدء العام الدراسي واليوم الأول وزحمة الدوحة ومشكلات المدارس في الأسبوع الأول ، وخمول الأبناء وتثاقلهم في البدء بنشاط وهمة لعامهم الدراسي الأول ..
مع كل تلك الكوابيس يدخل الفجر ، فازداد إحباطا أنني لم أنم ساعة واحدة متواصلة ، وأمامي يوم طويل شاق .. ولكن فترة الليل انتهت ولابد من نهار وعمل ، مهما تكن الظروف ، وها أنا الآن اكتب ما حدث قبيل ساعات من مساء الأمس إلى فجر اليوم ..
المرض أحياناً يساعد على الإبداع .. فقد كتبت بالأمس عدة تغريدات منمقة ولكن بالذهن وكنت أسمع من ينطق بها ولكن لم أجد قلماً أو جهازاً قريباً مني كي أخط ما ورد بالذهن من تغريدات وكانت اللغة الأدبية طاغية عليها، وفي حدود المسموح من الأحرف حسب قوانين توتير..
انتهيت قبل قليل من كتابة هذه الخواطر والساعة كانت تشير إلى التاسعة والنصف صباح الأحد ، تاريخ 22 شوال من عام 1433 للهجرة الموافق للتاسع من سبتمبر لعام 2012 للميلاد.. أكتبها والصداع قد سيطر على النصف الأيمن ، والنوم بدأ يداعب الأجفان ، وجراثيم الأنفلونزا تنشط بين الحين والحين .. وموعد الدواء قد أزف.. عافانا الله وإياكم ورزقنا صحة وقوة ، إنه سميع عليم مجيب الدعوات ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق