أغلبنا ربما سمع مرة أو مرات مثل تلك العبارة كما بالعنوان أعلاه ، إن لم تكن العبارة نفسها تتكرر على أسماعه بشكل يومي !! ما عندي وقت .. جملة توحي للوهلة الأولى أن قائلها يعاني من ضيق في الوقت ، وضغط هائل من العمل ، شديد وكبير !! ولكن مع تكرار العبارة تلك من الشخص نفسه ، وفي أوقات مختلفة، سيدعو المستمع أو المتلقي لتلك العبارة أن يتساءل إن كان صاحب " ما عندي وقت " بالفعل ما عنده وقت ، والأسباب التي تجعله يعيش مضغوطاً منهوكاً ، ومتطلعاً الى أي فسحة من الزمن يتنفس خلالها ، أو كما يقال ، يلتقط أنفاسه.
هل هناك أناس من مثل تلك النوعية؟ هل هناك من يعيش مضغوطاً منهوكاً ، يصل الليل بالنهار في سبيل متابعة أعماله والتزاماته وكل ما شأنه أن يستهلك وقتاً وجهداً؟
لنتعمق بعض الشيء في هذا الموضوع
الحقيقة المهمة ها هنا هي أن الحياة الآن بتشعباتها وتعقيداتها المختلفة، قد تلعب دوراً مهماً في جعل الإنسان يعيش متوتراً غير مطمئن، ومشغول البال والذهن حتى وهو نائم ! ذلك أن مناشط الحياة المختلفة وانغماسنا فيها من قريب أو بعيد، بشكل مباشرأو غير مباشر، تجعل المرء منا فعلاً يفتقد التركيز، وبالتالي لا ريب أن تضيع منه قائمة الأولويات ، فتختلط لديه وعليه الأمور، ويبتعـد تدريجياً عن مسألة تنظيم الوقت وإدارته بالشكل الذي يؤدي إلى إنتاج إيجابي.
وعندما يتشعب المرء في الحياة دون رؤية واضحة لخط سيره ، ودراية تامة بما عليه ذاك الخط ، يبدأ في ترديد نغمة " ما عندي وقت " ، والذي ربما قد يكون لديه متسع كبير منه دون أن يدري ، يستطيع خلالها أن ينهي كل ما لديه من التزامات ومهام فيه ، ومن بعد ذلك التمتع بأوقات فراغ ليست بالقصيرة ، يستفيد منها أو يرتاح فيها .. لكن تشتيت الذهن وفوضى إدارة الوقت أدى به إلى استشعار ضيق الوقت .
إذن ، التنظيم جزء أساسي في حياة المرء ، سواء كان في بيته ومع أهله ، أو خارجه وما يتعلق به .. ولم تنجح الفوضى أو عدم التنظيم يوماً في تحقيق نتائج إيجابية أو إنجازات ، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو غيرها .. وحتى إن ظهرت هناك إنجازات من " فوضويين" فإنها أقرب ما تكون إلى " رب رمية من غير رام " ! ذلك أن النظام قانون وسنة إلهية كونية ، من يمشي وفقه ، يصل بأسرع وأقصر وقت وطريق .. فيما العكس صحيح لا ريب فيه..
ومن هنا حين تسمع أحدهم يردد عبارة " ما عندي وقت " فتأكد أنه نوع من التهرب منك أو من مسؤوليات أخرى عبر اتهام الوقت ، والوقت بريء منه دون أدنى ريب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق