الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

الرجل الطفل !!


   تقول نظرية في الطب النفسي إن الفرد منا، رجلاً كان أم امرأة، بداخله ثلاث شخصيات هي: شخصية الطفل المتمثلة في التلقائية والبراءة واللهو البريء وسلامة النية وغيرها من صفات الطهر.. والشخصية الثانية شخصية البالغ التي تتمثل في الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على النفس والاعتزاز بها، وأخيرا الشخصية المتمثلة في الأبوة أو الأمومة التي من أبرز سماتها الرحمة والعناية الفائقة وقمة في العطاء وإلى أقصى حد.

   من هنا، وبحسب النظرية التي على الزوجات دراستها بشكل جيد، يظهر الرجل حين يمرض على سبيل المثال في مظهر شخصية الطفل، أي يصبح كما لو كان طفلا في الرابعة أو الثالثة من عمره يحتاج إلى عناية ورعاية ودلع زائد بعض الأحيان، أو هكذا يقول بعض الأطباء النفسانيين.



   من أجل ذلك ينبه أولئك الأطباء الزوجات الكريمات إلى ضرورة الانتباه إلى الحالة التي يكون فيها أزواجهم -الأطفال- حال مرضهم، وضرورة تعامل الزوجة مع زوجها كما لو أنها تتعامل مع طفلها الصغير، وبمعنى آخر، لا بد أن «تدلع» الزوجة زوجها وتكتم غيظها من ذاك التحول الحاصل في شخصية زوجها المريض، حتى تمر الأزمة بسلام!

   من الحكمة في الزوجة العاقلة هاهنا وهي ترى زوجها وقد تحول طفلا، ألا تدع شخصية الطفل بداخلها تظهر في تلك الحالة، لأن من شأن ذاك التحول في شخصيتها هي أن يحول بيتها إلى ساحة تنافس وغيرة بينها وبين زوجها، شبيهة بتلك المعروفة في عالم الأطفال. 


   الزوجة العاقلة تتنبه ألا تدع شخصية البالغ تسيطر عليها أيضاً، لأنها ستهتم به من واقع المسؤولية ولكن ستدعه بقية الوقت ولن تعطيه الرعاية الكافية، وفي كلتا الحالتين يمكن أن تنشأ خلافات بين الزوجين بسبب أن الزوجة لا تهتم بزوجها وتعطف عليه في مرضه. لذا من الضروري على الزوجات نتيجة لذلك، استدعاء شخصية الأم الفطرية فيهن في حالات كتلك التي تمر على زوجها، ليس لشيء سوى الإبقاء على المودة والرحمة بينهما.

   خلاصة القول أن الزوج مهما تجبّر وتفرعن أو تغطرس وتعنتر، فإن زوجته هي الوحيدة التي تقدر على فهمه ورعايته وقت الأزمات والمصائب. والزوجة مهما شرّقت وغرّبت، فلن تجد أفضل من توزع حبها وتضفي رعايتها وحنانها عليه من زوجها، فهذه هي الفطرة البشرية السليمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق