الأحد، 9 أكتوبر 2011

اهتم بحاضرك تعتدل صحتك ..

 
  ما الذي يرفع ضغط دم المتعاملين بالأسهم في البورصة؟ وما الذي يتعب رجال الأعمال أكثر؟ وما الذي يجعل التلميذ يفقد تركيزه قبيل الامتحان وتزداد مشاعر القلق والخوف والتردد عنده؟

   إنه بلا شك الخروج من الحاضر ودفع العقل للعمل وبذل الجهد لما يمكن أن يكون أو يقع بعد قليل من أمر أو أمور، وهي لا تزال ساكنة بالغيب، لم تأتِها الأوامر بالتحرك إلى الحياة الدنيا لتكون تلك الأمور واقعاً معاشاً متجسداً.. إنه المستقبل .

   حين تبدأ ببذل الجهد وحرق الطاقة لمعرفة المستقبل أو التفكير فيما هو آت، وتصور أشياء لم تتحدد ملامحها بعد، ثم تبدأ تتفاعل معها إيجاباً أو سلباً على وجه التحديد، فهذا أمر يحذر منه الأطباء وخبراء الحياة.


   ومثلما هناك من يحترق شوقاً لمعرفة المستقبل، فكذلك هناك من يستمر في الذوبان والاحتراق للماضي البعيد، يتذكره ليتجرع الأحزان والآلام، وهكذا يستمر ويسير ليجد نفسه قابعاً بمكانه لا يتزحزح !

   القصد والخلاصة ومن قبل التعمق في تفاصيل كثيرة، هي أن حاضرنا هو الذي يستحق الاهتمام وبذل الجهد فيه وعليه. ذلك أن الاهتمام بالحاضر هو الأصل في حياتنا اليومية، مستندين على وقائع الماضي الإيجابية فندعمها، والسلبية فنستفيد منها ونحذر الوقوع فيها مرة أخرى.

   لا معنى لتذكر الماضي طوال الوقت، أو التحرق شوقاً لمعرفة المستقبل والغيب ،  في ظل تغييب وعدم اهتمام بالواقع الذي هو الحاضر. إنك إن اهتممت بحاضرك خير اهتمام، مستفيداً من الماضي، فإنك بذلك تعد العدة الجيدة للمستقبل. وقصدي من الحديث ألا تجلس وتضيِّع وقتك في استطلاع الغيب والمستقبل ، فتتراءى لك خيالات ورؤى سلبية فتقوم بتصديقها وبالتالي تكدر أجواء حياتك، أو رؤى إيجابية فتفرط في التفاؤل، وأنت لا تدري ما هي الظروف والمتغيرات التي في الطريق.


   
   من هنا أتمنى أنك أيها القارئ تقوم من الآن بالاستمتاع بساعاتك الأربع والعشرين اليومية بالنوم والأكل والشرب وعائلتك وأهلك وأحبابك وواجباتك اليومية، الدينية والدنيوية، ولا تنشغل إلى حد الإفراط في تذكر الماضي الفائت واستشراف المستقبل الغائب. حاول ألا يكون هناك إفراط أو تفريط إن صح وجاز التعبير. جرِّب أن تعيش هكذا وانظر إلى حالتك وحياتك بعد شهر واحد فقط.. وحبذا لو نتعرف على حالتك قبل وبعد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق