الأحد، 2 يناير 2011

صاحبك .. اسحقه قبل أن تصادقه !!


   بالأمس  تحدثنا عن أهمية البحث عن الصاحب الصادق الصدوق، وقلنا إن زمننا هذا به جواذب عديدة تمنع أو تعطل رحلة البحث عن هذا الصاحب المأمول والمرغوب، ولكن لفتنا الانتباه في الوقت نفسه إلى أن تلك الجواذب عمرها قصير مهما بدت قوية ومؤثرة. 


   كل تلك الجواذب ستنتهي وتزوال ولا شك في ذلك، ولن يبقى لأحدنا سوى ما كان من دم ولحم وعصب وعظم، وقلنا إنه الإنسان لا غيره. ولأهمية هذه الحقيقة التي يغفلها الكثيرون أو يتغافلونها، تأتي مسألة اختيار الصاحب والصديق لتكون من المسائل العظيمة في حياة كل منا، تــستحق التوقف كثيراً عندها والتحدث حولها وفيها. 


  إذن مسألة البحث عن الصاحب واختياره؛ ليكون صديقاً ليست مسألة سهلة، ولا يمكن معرفة معدن هذا الصاحب بسهولة.. والأوربيون عندهم مثل لطيف حول هذا الأمر، حيث يقولون عن الإنسان الذي لا يعرفه الآخرون بأنه مثل حبة فلفل، إذ طالما أنك لم تسحقها بأسنانك فلن تدري كم هي محرقة أو حارة، وكذلك الإنسان الذي لا تعرفه. 


   إنه مثل الفلفل يحتاج الى سحق، وبالطبع السحق ها هنا هو الدخول معه في علاقات ومعاملات حياتية متنوعة، فحين تدخل معه في علاقة أو تعامل ما ستتعرف بالضرورة عليه وعلى طبيعته ومن أي نوع وفئة هو. 


   لكن قبل ذلك فلن تكون معلوماتك دقيقة، وإن تحدث عنه الآخرون بشتى أنواع الحديث ووصفوه بأنواع مختلفة من الأوصاف، بغض النظر إن كانت سلبية أم إيجابية، وقديماً في المعنى ذاته قالوا: (ليس كل ما يلمع ذهباً).. الشاهد أن المرء منا عليه أن يكون متريثاً طويل البال في مسألة الحكم على الآخرين. وهذا هو لب موضوعنا اليوم. 


    إن أكثر ما يوصي به الحكماء غيرهم هو ألا يتعجل المرء في الحكم وتقييم الآخرين من خلال المظهر، فإننا كثيراً ما نرى بشراً يمتطون ويركبون الخيول، فهل يعني ذلك أن كلهم فرساناً؟ بالطبع لا .. وهل كل العصافير لها أصوات جميلة؟ لا وبكل تأكيد، لأن أنكر الأصوات تصدر من أجمل العصافير.. 


   إن البداية الصحيحة لعلاقة جيدة وصحيحة وصحية أيضاً حسن اختيار من ستتعامل معه. فإن من يتبع البوم، فإنه بالتأكيد سيؤدي به إلى الخرائب، والمرء يتعلم كيف يعوي، لو أنه صار مع الذئاب.  أليس كذلك؟

    مما سبق أجد أهمية  أن يحسن أحدنا اختيار الأصحاب والأصدقاء .. ولتعاشر أيها القارئ الكريم دوماً من هم في مقامك وقدرك، فإن الزيت لا يمتزج مع الماء أبداً، ولا الخل مع الحليب. والتجربة خير برهان ودليل. وقل لي من تعاشر أقل لك من أنت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق