بالأمس تحدثنا لمن فاته الموضوع عن المسيخ الدجال وظهوره وأنه سيكون مصدراً لفتنة عظيمة قلما سيسلم منها المسلمون يومها، وتحدثنا عنه كمثال لأمر أريد أن أصل إليه، عبر طرح أسئلة عدة، وتوصلنا إلى بعض النقاط الحياتية التي أعتقد أنها مهمة وجديرة بالتوقف والتدبر عندها
إن هذا الأمر هو نفسه تماماً مع مثال المسيخ الدجال. فلقد سمعوا عن هذا المسيخ من حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصدقوا كل ما قاله صلى الله عليه وسلم لهم عنه. صدقوا ذلك لحقيقة مهمة سنذكرها بعد قليل .
لكن لو أتينا اليوم وبشر اليوم وتحديداً نحن المسلمين ، في الوقت الذي تتطور فيه أسلحة المعارك بشكل هائل، فهل يمكن أن نصدق موضوع الدجال وحرب المسلمين له بقيادة النبي عيسى عليه السلام ومقتله برمح مع النبي عيسى معلناً انتهاء فتنته؟ ها هنا نجد ذكراً للرمح وليس رشاشاً آلياً أو قاذف صواريخ مثلاً أو سلاح يعمل بالليزر .. فهل سنصدق أن الدجال في آخر الزمان سيموت برمح ؟
نعم سنصدق ، على الأقل نحن المسلمين ، لأن قصته عرفناها عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى ، ولحقيقة حياتية أخرى استوعبها الصحابة الكرام.
دعونا نعود إلى المثال الأول وهو البريد الإلكتروني ..
إن الصحابة كانوا سيصدقون الأمر حتى لو لم يأت وحي من السماء بذلك. أتدرون لماذا؟ لأنهم عرفوا الحقيقة الحياتية المهمة بجانب الإيمان ، وهي التي يفترض أنها واضحة لما أو لابد أن تكون واضحة ، وهي التي تحدثنا عنها قبل أيام عدة مرات، والممثلة في استحالة بقاء الأمور كما هي خالدة مخلدة، بل إن سنة التغيير ستكون فاعلة إلى ما شاء الله أن تكون، فلم يندهشوا بذلك من حدوث تطورات؛ باعتبار أن بقاء الحال من المحال، ولأنهم فهموا تلك الحقيقة عاشوا حياتهم في سعادة وهناء ..
وهذا ما يدعونا إلى تصديق أحداث آخر الزمان العجيبة .. لكن موضوعنا لم ينته بعد .. فهناك حقائق حياتية أخرى أريد التنويه إليها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق