الأربعاء، 8 فبراير 2017

لا تكوني حمّالة للحطب


   

  أم جميل، التي عرفناها زوجة لزعيم الأشقياء أبي لهب، عم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كانت هي وزوجها من أشد الذين تفرغوا وتفننوا في إيذاء خير البشر. فقد كانت هي وزوجها نموذجاً لجار السوء، ونموذجاً للرحم القريب لكن بقلوب مليئة بالغل والكراهية.

   رفعت شعار العداوة منذ بداية الدعوة، وكانت تمر في طرقات مكة تنادي بعبارات أوحت شياطينها لها، تدعو إلى كراهية النبي محمد، الذي أطلقت هي وزوجها عليه بالمذمم بدل محمد.. فكانت ترفع عقيرتها قائلة:" مذمماً أبينا، ودينه قلينا – أي أبغضناه – وأمره عصينا ".

    كانت الشقية زوج الشقي، تحتطب من شجر معين معروف بالجزيرة يسمى المسد، فكانت تربط الحطب بحبل مصنوع من ذات الشجرة، وتذهب بحملها لتنثره في طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى بعثرة الشوك في طريقه.. وقد أقسمت حمالة الحطب هذه أن تنفق ثمن قلادة من المجوهرات الثمينة كانت تلبسها في جيدها أو عنقها، في حملتها العدائية على النبي الكريم، فعاقبها الله عاجلاً بسورة " المسد " المعروفة، لتُقرأ على مسامعها فترى مستقبلها الأخروي المخزي، حين يتم ربطها بحبل من مسد في عنقها بدل قلادة المجوهرات تلك، وتتعذب في النار مع زوجها الى ما شاء الله.

  إن حمالات الحطب في هذه الدنيا كُثر. والمرأة التي يفرغ قلبها من الإيمان ويقسو ويمتلأ غلاً وحسداً وعداوة لأي سبب من الأسباب، يمكن أن تكون سبباً رئيسياً لتمزيق استقرارها ومن يعيش معها وحولها.

  المرأة عندها من القدرات أن تبني، مثلما القدرة ذاتها أو أشد في أن تهدم. عندها المقدرة والمهارة على إضفاء أجواء من الاستقرار والسلام على محيطها، أو تحويله إلى نار ذات لهب. وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين أوصى الشباب للظفر بذات الدين. لماذا؟ لأن التي تفهم الدين صحيحاً دون شوائب، ويتمكن الإيمان من قلبها، ستتحول بقدرة الله إلى نعمة موجبة للشكر. ولو عكست الأمر فإنها تلقائياً تتحول إلى حمالة للحطب، تحرق كل من معها وحولها، وبئست النوعية تلك.    
      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق