الخميس، 19 يناير 2017

الاستخبارات والذكاء العاطفي

  في بريطانيا الآن، يتم بحث استثمار قدرات وذكاء ومهارات الفتيات المراهقات في وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجيه تلك الجهود والطاقات المهدورة من الفتيات فيما يخدم أمن البلاد..
  
  يدرسون الآن مشروع استثمار تلك المهارات الشبابية في عالم الإنترنت، لتوظيفها وتجنيد الفتيات في أجهزة الأمن الخاصة بحماية البلاد من الهجمات الإلكترونية، باعتبار طبيعة الفتاة أولاً في أداء المهمات من حيث التركيز والدقة وتنفيذ المطلوب باحترافية، وهي أمور مطلوبة في العمل الأمني. ولأنه ثانياً، أصبحت إحدى أشرس حروب المستقبل التي بدأت من الآن، هي الحروب الإلكترونية والتجسس المعلوماتي عبر الانترنت.
  
 يريد المسؤولون في بريطانيا إعادة إنتاج ما عرفناه عبر الأفلام السينمائية بالعميل 007 أو "جيمس بوند James Bond " لتكون هذه المرة العميلة "جين بوند Jane Bond"، تقوم بمهام استخباراتية في عالم الانترنت أو العالم الافتراضي.   
  
   ليس هذا ما يهمني في موضوع اليوم، وإنما لفت انتباهي في مشروعهم الأمني هذا، أنهم، بحسب تصريحات مسؤولين، ما عادوا يبحثون أو يهتمون كثيراً بالكوادر الشابة التي تحمل شهادات جامعية، بقدر اهتمامهم في توفر ما نسميه اليوم " بالذكاء العاطفي" لدى الشخص أو الفتاة المطلوب تجنيدها لهكذا نوعية من الأعمال والمهام.
   
الذكاء الأكاديمي المرتبط بالشهادات، يتيح فرصة الحصول على وظيفة، ولكن هل التوظيف هدف أو غاية أي أحد؟  بالطبع ليس الجميع. لماذا؟ لأن من البدهي أن لكل موظف طموحات ورؤى بعيدة، أو هكذا يُفترض أن يكون عليه الموظف. فالذكاء الأكاديمي لا يكفي لتحقيق تلك الأهداف والرؤى البعيدة في العمل، بل المطلوب اليوم هو أن يكون صاحب ذكاء عاطفي أيضاً..
  
بعبارات أكثر وضوحاً، الذكاء العاطفي سبب مهم للترقيات في العمل. لماذا؟
لأن هذا النوع من الذكاءات يعني أن لدى الشخص مهارة رائعة في حسن التعامل مع الغير، وقدرة على ضبط المشاعر في المواقف المتنوعة. الذكاء العاطفي يعني الثقة بالنفس والتعزيز الذاتي، والمبادرة إلى العمل، والسعي نحو الإنتاج ذي الجودة العالية الراقية.. ومن هنا ندرك، لِمَ الأجهزة الأمنية البريطانية مثلاً، بدأت في مشروعها ابتداءً، بالبحث عن أصحاب الذكاءات العاطفية وتجنيدها أكثر من الذكاءات الأكاديمية.. إنهم يبحثون عن كوادر منتجة فاعلة، لا قطع أثاث مركونة خاملة..
                                                 وهذه خلاصة موضوعنا.

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق