
إن ما يقوم به البعض من بني جلدتنا وللأسف، من
تطاول يصل إلى حد النيل والإساءة من قامات رفيعة وشخصيات عظيمة في هذه الأمة، إنما
هو ضمن دنيء العمل ووضيعه، مقارنة بما قدم أولئك العظام لأمتهم ودينهم، لاسيما
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المقام الأول، ومن ثم من أتى بعدهم من جيل
التابعين وقامات أخرى ظهرت بعد ذلك على مدار تاريخنا إلى يومنا الحالي ..
ليس
هناك أي مبرر لما يقوم به البعض من انتقادات يزعمون أنها ضمن إطار نقد الأعمال
وليس الشخوص والذوات، رغم أن الواقع يفيد بعدها تمام البعد عن النقد الهادف
الموضوعي، بل تستشعر منها على الفور روح الكراهية والانتقام والانتقاص، وكأن بينهم
وبين أولئك العظام من البشر علاقات تعامل، رغم الفارق الزمني الهائل بين الفريقين،
الأمر الذي لا يدع لك مجالاً لإحسان الظن بأولئك " الناقدين" ولو
قليلاً، بل تدفعك أعمالهم إلى كامل الريبة وعميق الشك فيما يقومون به.
هناك فرق بين أن تدرس أعمال أولئك العظام وترى بعض
الخلل أو الجوانب السلبية التي صاحبتها، وبين أن تطعن وتتطاول على ذواتهم، وهم من
وصفهم أكرم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، بالخيرية والأفضلية على الناس إلى يوم
الدين، ومنع التطاول عليهم كما في البخاري ومسلم:" لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد
ذهباً ما أدرك مُد أحدهم ولا نصيفه ".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق