السبت، 19 ديسمبر 2015

الحب في الدين



  قصة عجيبة تلك التي كانت مع المرأة الأنصارية في إحدى الغزوات مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. إذ بعد أن انتهت المعركة ، قامت تبحث عن زوجها فرأته شهيداً في أرض المعركة ، ثم رأت أباها في أرض المعركة شهيداً ، ثم ابنها فأخاها ، وفي كل مرة كانت تقول: ما فعل رسول الله ؟ فيقولون لها أنه بخير ، ولم تكن لتطمئن إلى أقوال الصحابة ، حتى رأته صلى الله عليه وسلم ، فاطمأن قلبها حينذاك وقالت : يا رسول الله: كل مصيبة بعدك جلل .. وتقصد ها هنا بأنها هينة صغيرة . 

   ما الذي دفع بالمرأة إلى أن تبحث أولاً وقبل أي أحد، عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولتطمئن على سلامته ، على الرغم من أن أقرب أهلها كانوا بالمعركة، الأب والابن والزوج؟ إنه حب الله ورسوله الذي دفعها إلى أن تسأل عن رمز هذا الدين وقائد الأمة ، قبل الأهل والأقارب .. حتى بعد أن رأتهم جميعاً وقد استشهدوا ، وبدلاً من أن تبكيهم بعض الشيء ، استمرت في البحث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتطمئن على سلامته أولاً قبل غيره .

  بمثل ذلك الحب في الدين عاش الصحابة الكرام ، واتبعهم كثيرون بالحب نفسه ، فكان الإنجاز والنجاح والانتشار .. حتى إذا ما بدأ هذا الحب في الدين يضعف بالنفوس شيئاً فشيئا، قل الإنجاز والنجاح وحصل الانحسار ، فصار الدين بفعل ضعف أو خروج ذالكم الحب ، يتحول مع مرور الزمن إلى عادة وتقليد أو ثقافة وموروث .


 (Photo By : Fadzil Daud)
  حين أحب الصحابةُ الكرامُ، اللهَ ورسولَه بصدق، أحبهم اللهُ ورسولُه،  وبالتالي أحبهم من صحبهم وجالسهم وسمع عنهم وسار على دربهم ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحببْه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض..

    لهذا كله ، ثق دوماً بأنك حين تحب نفسك ومن حولك من الناس والأحياء ، ستكون نتيجته إيجابية عليك ، وستلقى حباً وقبولاً من الناس حتى لو لم تعرف جلهم .. كيف ؟ الإجابة باختصار شديد تكمن في أن محبتك للغير رغبة فيما عند الله واستجابة لأمره ، ستدفع الناس لمعاملتك بالمثل ، وما ذلك بالطبع ، إلا لأن الله قد وضع لك القبول من ذي قبل وأحبك ، وبالتالي ستجد أنك الرابح ، في الدنيا قبل الاخرة .. إنها واحدة من حقائق هذه الحياة التي نحتاج الى كثير تأمل وتدبر .. فهل من مدّكر ؟     

           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق