الأحد، 22 نوفمبر 2015

صناعة الرعب .. ماركة غربية


  أثارني خبر قيام شركة طيران أمريكية خلال الأيام الفائتة بمنع سفر راكبين من أصول عربية لمجرد أن بعض الركاب ارتابوا في أمرهم، والسبب هو تحدثهم باللغة العربية !! الأمر الذي أدى بالشركة وأمن المطار إلى منعهما من الرحلة حتى الرحلة القادمة بعد تحقيقات وتطمينات !

   لا شك أن ذلك مثال واحد لما يجري في الغرب بشكل عام هذه الفترة ، أعقاب هجمات باريس ، ولاشك أن حالة من الرعب تجتاح تلك المناطق وإن لم توجد مسببات مقنعة، ولكن لأن هناك من يعيش على مثل هذه الأجواء ويريد أن يستغلها لمصالح معينة ، تجد أن الحساسية تكون مفرطة تجاه كل ما هو عربي ومسلم، وليست هذه قصة مقال اليوم ..


  القصة باختصار، أن صناعة أجواء الرعب والكراهية إنما هي ماركة غربية بالدرجة الأولى، انتقلت منها إلى بقية شعوب العالم ، ومن تلك الصناعة الغربية الأصيلة ، استفادت الشعوب بصورة وأخرى في استخدام الرعب هذا وسيلة لتحقيق مكاسب معينة متنوعة تخدم أغراضها وأهدافها .

   منذ أن انطلقت البعثات التجارية الاستعمارية، التي تُعرف تاريخياً بالكشوف الجغرافية ، من أوروبا تجاه شعوب آسيا وأفريقيا، وهذه الشعوب لم تعرف أماناً واستقراراً .. فلقد رأت الرعب الأوروبي والوحشية البشرية والروح الاستغلالية متجسدة على أرض الواقع بصورة أعادت إلى الأذهان همجية المغول .

   قتل الأوروبيون الكثير من الشعوب الأفريقية والآسيوية وأخذت مئات الألوف رقيقاً ، واستعمرت غالبية أراضي آسيا وأفريقيا وصادرت خيراتها عقوداً طويلة ، حتى إذا ما خرجت منها بقدرة قادر ، لم تخرج إلا وقد زرعت بذور فتن ومشكلات قابلة للنمو في أي وقت ، لتستمر المعاناة ..

    ما يشعر به شعوب الغرب اليوم هو جزءٌ يسير مما كسبت أيدي ساستهم ومفكريهم وصانعوا سيناريوهات الرعب والتخويف والكراهية .. فلقد أرعبوا شعوب الأرض سنوات عديدة ، ولكن لأنه لا شيء يخلد ويبقى ، فلابد أن مثل تلك الأفعال ترتد على من بدأ بها ، بحكم القانون الذي قال به علماء الغرب أنفسهم .. قانون الفعل ورد الفعل ، المساوي له في المقدار والمضاد له في الاتجاه .. فهكذا هي السنن وقوانين الكون .


   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق