الاكتئاب من أمراض هذا العصر الذي ما منا
أحد إلا وقد هاجمه، مرة أو مرات ، يوماً أو عدة أيام ، بصورة وأخرى وبدرجات
متفاوتة، وبحسب الظروف والمزاج والنفسية وقوة الإيمان واليقين..
الاكتئاب هو ذاك الشعور المزعج الذي ينتابك
فجأة ويستمر معك لساعات وربما أحياناً لأيام .. لكن الأغلب أنه يستمر لفترة قصيرة
ثم يمضي دون أن تشعر بذهابه، لأنك تكون
وقت ذهابه ، قد انشغلت بأمر ما ، دنيوي أو أخروي ، وعدت لطبيعتك وحياتك الروتينية
.. ولهذا نجد غالبية من يتعرضون لهذا المرض أو الداء لا يتحمسون لتلقي العلاج ،
لأنهم يعتقدون أن الاكتئاب هو أشبه بزائر ثقيل دم ، يجلس حيناً من الدهر لكنه قصير
، وبالتالي لا يوجد ذاك الدافع لكثير اهتمام بشأنه وتلقي العلاج ، مالم يطيل هذا
الضيف الثقيل أمد بقائه ، فها هنا الأمر يختلف تماماً ، فيكون البحث عن العلاج
أمراً واجباً وضرورة لازمة .
الناس أمام الاكتئاب فريقان لا ثالث لهما ..
فريق يقاومه كيلا يتطور ويقوى شأنه وأثره على النفس، وفريق يستسلم له ، وبالتالي
تجده يذهب ضحية أو يكون أسير أوهام وأفكار ووساوس قد تنتهي به إلى أن يطالع الدنيا
بمنظار اكتئابي فيراها سوداء قاتمة مظلمة ، فيفقد الإحساس ببهجة الحياة وجمالها
وزينتها ، ثم تجده بعد ذلك لا يرغب في أداء أي عمل سوى البقاء وحيداً منعزلاً عن
الناس والحياة بشكل عام..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق