الخميس، 8 أكتوبر 2015

الاكتئاب وصاحب الحوت

  
   الاكتئاب من أمراض هذا العصر الذي ما منا أحد إلا وقد هاجمه، مرة أو مرات ، يوماً أو عدة أيام ، بصورة وأخرى وبدرجات متفاوتة، وبحسب الظروف والمزاج والنفسية وقوة الإيمان واليقين..

  الاكتئاب هو ذاك الشعور المزعج الذي ينتابك فجأة ويستمر معك لساعات وربما أحياناً لأيام .. لكن الأغلب أنه يستمر لفترة قصيرة ثم يمضي دون أن تشعر بذهابه،  لأنك تكون وقت ذهابه ، قد انشغلت بأمر ما ، دنيوي أو أخروي ، وعدت لطبيعتك وحياتك الروتينية .. ولهذا نجد غالبية من يتعرضون لهذا المرض أو الداء لا يتحمسون لتلقي العلاج ، لأنهم يعتقدون أن الاكتئاب هو أشبه بزائر ثقيل دم ، يجلس حيناً من الدهر لكنه قصير ، وبالتالي لا يوجد ذاك الدافع لكثير اهتمام بشأنه وتلقي العلاج ، مالم يطيل هذا الضيف الثقيل أمد بقائه ، فها هنا الأمر يختلف تماماً ، فيكون البحث عن العلاج أمراً واجباً وضرورة لازمة .

   الناس أمام الاكتئاب فريقان لا ثالث لهما .. فريق يقاومه كيلا يتطور ويقوى شأنه وأثره على النفس، وفريق يستسلم له ، وبالتالي تجده يذهب ضحية أو يكون أسير أوهام وأفكار ووساوس قد تنتهي به إلى أن يطالع الدنيا بمنظار اكتئابي فيراها سوداء قاتمة مظلمة ، فيفقد الإحساس ببهجة الحياة وجمالها وزينتها ، ثم تجده بعد ذلك لا يرغب في أداء أي عمل سوى البقاء وحيداً منعزلاً عن الناس والحياة بشكل عام.. 
   

   سيتساءل أحدكم - إن وصل الحال إلى هكذا وضع - عن الحل إذن ، والذي أجده  يكمن في أمور بسيطة جداً وواضحة قد نغفل كثيراً عنها لسبب أو جملة أسباب.. أولها ذكر الله والإكثار منه ، لأن به تطمئن القلوب ، ولا شك عندي أو عندك في هذا مطلقاً، مع الأهمية بعد ذلك في مقاومة الأفكار المثبطة للمعنويات، عبر القيام بعكس ما توحي به النفس أثناء تأجج مشاعر الإحباط والكآبة ، وضرورة الاختلاط بالإيجابيين من البشر المتفائلين ، وتجنب الانعزال السلبي أو مخالطة السلبيين والمتشائمين بأي طريقة..  ثم أخيراً الاهتمام بصحة البدن كما يقول الأطباء ، عبر الغذاء الصحي أولاً ثم المحافظة عليه بالرياضة ثانياً ، ولو بالقدر اليسير المستمر ، فقليل دائم خيرٌ من كثير منقطع .. وإن دعاء صاحب الحوت ، إذ نادى في الظلمات " ألا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " هو خير أدعية فك الكرب والتخلص من المشاعر السلبية المحبطة الكئيبة كما جاء في القرآن ، الذي هو شفاء ورحمة للمؤمنين .. فعليك بالقرآن اليوم وكل يوم حتى آخر يوم ..


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق