الأحد، 17 مايو 2015

النهايات الأليمة للظالمين

  مناسبة هذا العنوان ما تم تداوله بشأن قائد الانقلاب العسكري الدموي في تركيا عام 1980 ، كنعان ايفرين ، الذي توفى يوم السبت التاسع من مايو 2014 ،  وأحدث جدلاً في تركيا منذ أن انقلب وحتى موته، وآخرها رفض الحكومة المشاركة في جنازته ، حتى وإن كان الحاكم السابع للجمهورية ، وكما تقضي البروتوكولات بشأن الرؤساء ، ذلك أن جرائمه ما تركت بيتاً في تركيا إلا ورسمت فيه حزناً وألماً ، كما هو حال أي انقلاب عسكري على الأغلب .
    
   كثيرون وقفوا ضد أي رسميات له ، سواء كانوا إسلاميين أو حتى ليبراليين وغيرهم كثير ، باعتبار أن يديه ملطختان بالدماء .. ومن يقرأ تاريخه يدرك سبب مواقف الناس اليوم تجاهه ، وهو الذي انقلب على حاكم شرعي وأعدم الكثيرين وسجن نصف مليون معارض، وغيرها من مآس جلبت فقراً وبؤساً وتعاسة للدولة التركية لعقدين من الزمن .
  
   إن الظلم مرتعه وخيم كما قال الشاعر العربي ، فالظالم لا يمكن أن يموت وينتقل الى الحياة الأخرى قبل أن ينال جزاءه الدنيوي قبل الأخروي، والجزاءات تتنوع بحسب الظالم وما ظلم وفعل .. والناس لا تنسى للظالم أفعاله ، لاسيما من اكتوى بنار ظلمه .
  
  إن أقل عقوبة للظالم في الدنيا هي اللعنات ودعوات الهزيع الأخير من الليل ، حين ينام الناس ، إلا أن  رب الناس يسمع لأنين المظلوم وآهاته كما بالحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحمل على الغمام ، يقول الله ، وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ".


    هل هناك ما يفرح قلب المظلوم أكثر من هذا القسم الإلهي ؟ إن الله ناصره ، طال الدهر أم قَصُر . وهل هناك من هو أشقى من الظالم وهو يسمع هذا القسم ؟ لاشك أنه ليس هناك أشقى من ظالم يسمع ويرى نهايات أمثاله ولا يتعظ أو يرتدع ويعود لرشده ويتوب ..
  
   إن الله لا يهمل الظالم وإن أمهله بعض الوقت ، كما بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .. ثم قرأ:  ( وكذلكَ أخذُ ربك إذا أخذ القرى وهيَ ظالِمَة، إنَّ أخْذهُ ألِيمٌ شديدٌ ).  

 
        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق