السبت، 14 مارس 2015

انتبه من الشهرة والأضواء

   
   الأنا ، أو الشخص الخفي مثير المتاعب والكائن بداخل كل منا ، هو شخص يؤثر على حياتنا وعلى تعاملاتنا مع بعضنا البعض بصورة عميقة ، ما لـم يتنبه أحدنا الى هذا الخفي ويعمل سريعاً على ضبط ايقاعاته قبل أن يؤدي بنا الى الكثير من المتاعــب التي لا أظن أحدنا يبحث عنها ..
    
  حاول أن تتذكر موقفاً حياتياً ليكون مثالاً على ما نقول ، حيث كنت مع مجموعة من الأصدقاء أو الزملاء ، وكنت أنت المتحدث والكل يسمع ، وفجأة انتقل الاهتمام إلى متحدث آخر سحب الأضواء والكلمة منك .. هل تتذكر كيف تفاعلت أمور بداخلك ، وتحرك ذاك  الأنا بقوة ودفعك دفعاً إلى أن تنتفض وترجع دفة الحديث إليك ، ليس لشيء سوى انتقاماً من ذاك الذي جذب اهتمام الحضور بحديثه ، حتى لو أنه لم يسبب لك أي خسائر أو إحراجات ؟  ما حدث لك في ذاك الموقف ، إنما هو نموذج واحد لما يمكن أن يفعله هذا الأنا ، الذي إن تركته دون ضبط وربط ، جلب إليك متاعب ومشاكل أنت في غني   ..
   
الشهرة والأضواء التي يعيشها كثيرون ، ربما أكثر عوامل تقوية روح الأنا في النفس ، إذ غالباً ما يكون صاحب الأضواء والشهرة على درجة من الأنانية الخفية ، التي لا يدري كثيرون عنها ، حيث تجده يزعم سعة الصدر ، لكنه حين يشعر أن أحداً ما بدأ ينازعه في بعض ما لديه من أضواء وشهرة ، تجد الأنا ، فيه وقد اندفع كالسيل ليكتسح هذا القادم أو المنافس !
  
   إن روح الأنا وحب الشهرة والأضواء ، مثلما هي جالبة للمتاعب ، فهي أيضاً من مصادر التوتر والقلق ، ولو تتفكر في الأمر بعض الشيء  لوجدت أن الأمر كله لا يستأهل كل هذا التوتر وتلكم القلق ، ولكن عش حياتك على طبيعتها أو على سجيتك ، ولا تبحث عن الأضواء والشهرة ، التي إن جلبت لك ما ترغب وتتمنى من مال ومكانة ووجاهة ، فهي تسلب منك خفية عاملاً مهما في حياتك لا يُقدر بثمن ، هو الهدوء النفسي والاستقرار والتمتع بالعيش دون مكدرات ومنغصات، ولا أظن أحداً لا يبحث اليوم عن ذاك الهدوء المفقود .. أليس كذلك ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق