الأحد، 30 نوفمبر 2014

حياتنا دار ابتلاء وفناء ..

 
   لم يخلق الله عزوجل هذه الدنيا ليخلد البشر فيها ويتنعمون بخيراتها أجلاً طويلاً ، بل خلقها لتكون  قنطرة أو جسر لحياة أخروية هي الخالدة ، وكل من فيها خالدون ، والى ذلك الخلود الإيجابي دعانا ربنا لنتنافس عليه ،  ونهانا أو حذرنا من التوجه نحو الخلود السلبي ، ولا أجد من داع لشرح الخلودين ..
  
   حياتنا هذه أو القنطرة التي نحن عليها ، مليئة بالمحن والابتلاءات وكلنا يدرك ذلك تماماً ، ومصائب الدنيا أكثر مما نحصيها ونحصرها ، والمحن تتنوع مثلما تتزايد أيضاً ، وهذا أمر طبيعي لأننا كما أسلفنا في دار امتحان وابتلاء ، وهذه من حقائق الحياة الأزلية التي لابد أن نعيها ونتفهمها جيداً كيلا نعيش في قلق وتوتر دائمين ..
   


 الحوادث الحياتية  والمحن المتنوعة إن جاء وقتها  لا تفرق بين أحد ، فالناس كلهم سواسية أمامها ، لا تعرف فقيراً أم غنياً ، قوياً أم ضعيفاً ، مسلماً أم غير مسلم ، وليس هذا هو المهم ، بقدر أهمية الكيفية التي يتعامل الناس معها .. 

  نحن البشر أمام تلك المحن والمشكلات والابتلاءات متفاوتون ، فمنا من تخور قواه فوراً أمام أول محنة يتواجه معها ، ومنا من تخور قواه بعد حين من الدهر قصيرة وفريق ثالث يصمد لفترة أطول، ورابع  يواجه المحنة بعـزيمة وإصرار كبيرين على التحدي والانتصار عليها، يغبطهم كثيرون على شجاعتهم وروح الصبر والتصابر التي تظهر فعلياً أمام المحن والابتلاءات ..

نحن المسلمين ولله الحمد، تعلمنا منذ نعـومة أظفارنا مسألة الإيمان بالقدر خير وشره، وهو ما يجعل المرء المؤمن منا يطمئن إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، فقد رُفعت الأقلام وجفت الصحف، وأن المؤمن يُثاب على أي مكروه يصيبه ، حتى الشوكة يشاكها له فيها أجر ..  أجر الألم أولاً وبعد ذلك أجر الصبر على الألم .. وتعلمنا من ضمن دروس الإيمان أن المؤمن أمره كله خير، إن أصابه خير فشكر كان له أجر ، وإن أصابه شر فصبر كان له أجر أيضاً ..
  
   إذن ، المحن أمور طبيعية في حياة البشر تنزل عليهم  دون استثناء وتتنوع في قوتها وطبيعتها.. وكل ما ندعو إليه أولاً،  هو التضرع إلى الله  في صلواتنا وخلواتنا أن يلهمنا الصبر والقوة على مواجهة الشدائد على اختلاف أنواعها إن وقعت ، سواء في الجسم أو الأهل والولد أو المال،  وأن نخرج منها ثانياً سالمين آمنين في الدنيا قبل الآخرة ، ونأمل في الوقت نفسه ثواب الألم في الدنيا قبل الاخرة ..  وسلامتكم جميعاً .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق