الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

هل الصراع ضرورة ؟

السؤال في العنوان أعلاه نعيده مرة أخرى ونقول :
هل الصراع  ضروري في هذه الحياة ؟
هل الصراع هو الحياة ذاتها ؟  
الإجابة بكل اختصار : نعم ، الصراع هو الحياة.
والحياة تعني التغيير وعدم البقاء على حالة واحدة ..

  لكن لماذا الصراع هو الحياة ؟ سؤال يحتاج بعض التفصيل في الإجابة ، فإن كنت مهتماً بالتفاصيل ، إليك ما تطلب وتسأل ..
     
 الصراع  واحد من قوانين هذا الكون ونواميسه العديدة ، أو هو سنّة من سنن هذه الحياة ، فبدون صراع لا تكون هناك حياة .. والصراع هو العامل الأهم أو السبب الأول في إحداث سنّة التغيير .. هذا التغيير الذي لا بد منه في حياتنا الدنيا ، والذي بدونه أيضاً لا تستقيم حياة.. هذه حقيقة أولى .
     
  الصراع مهم والتغيير أهم ، وهما طرفا معادلة حياتية ، فحيثما يكون صراع ، لا بد وأن تكون النتيجة الطبيعية هي التغيير ، بغض النظر عن نتائج وماهية ذاك التغيير ، سلباً كانت  أم إيجاباً .. وهذه حقيقة ثانية.  
خذ مثالاً بسيطاً جداً كبداية على فهم الموضوع .. وليكن هذا المثال أحد الصراعات التي تحدث في أي موقع عمل .. ستجد أن في القسم الذي تعمل فيه مثلاً  ، الكثير مما نتحدث عنه .. حيث تجد هنا صراعاً بين اثنين من الموظفين من درجة وظيفية واحدة على صلاحية معينة ( لأجل التغيير ) ، وهناك صراع آخر بين رؤساء الأقسام في فهم وتطبيق إحدى تعليمات المدير العام ( لأجل التغيير ) ، وليس بالضرورة ها هنا أن يكون الصراع  سلبياً أو كما توحي الكلمة بذلك غالباً ، بل يمكن أن يكون الصراع إيجابيا بنّاء أيضاً ، كأن يكون بين رؤساء الأقسام مثلاً في تحقيق المطلوب منهم من أعمال طلبتها الإدارة العليا ، فيكون هناك صراع في المنافسة من أجل الفوز بالثناء وما يمكن أن يتبع ذلك الثناء من تقديرات معنوية وربما مالية قيّمة ..

   ما الذي يدفع بأولئك الاثنين من الموظفين إلى الصراع من أجل كسب صلاحية معينة في العمل ؟ وما الذي يجعل هناك صراع بين رؤساء الأقسام في العمل ؟ إنه بكل تأكيد الرغبة في" المكاسب " ، بغض النظر ها هنا عن الغرض من المكاسب ، شخصية تكون أم لصالح العمل في نهاية الأمـر .. المهم أن الرغبة في المكسب بعينه   ( وهو ما نسميه بالتغيير ) ،  حرك المياه الراكدة في العمل وأحدث نوعاً من الصراع بين طرفين .. لماذا ؟ ( لأجل التغيير ) .

   خذ مثالاً أكبر للصراع الذي يكون على مستوى الدول، فإن أي صراع بين دولتين مثلاً ، فإنه غالباً على مكاسب معينة ( لأجل التغيير ) .. إما تحقيق مكسب جديد أو تعـزيز مكسب موجود ، وأنظر إلى كل أنواع المكاسب التي يمكن أن تتصورها .. وهكذا الأمر على مستويات أكبر أو ما نسميه بصراع الحضارات لتحقيق سنّة التدافع والتداول ، تحقيقاً لقوله سبحانه " وتلك الأيام نداولها بين الناس" .. إذ لابد أن تسود حضارة وتزول أخرى ، لماذا ؟
إنه بكل تأكيد ( لأجل التغـيير ) .. وهذا التغيير بكل تأكيد من أجل خير الأرض ومن عليها ..      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق