الخميس، 10 يوليو 2014

اتق شر من أحسنت إليه !!

 
يقولون لك : اتق شر من أحسنت إليه !!

لماذا أتق شر من أحسنت إليه ؟ أليس في هذا معاكسة للمنطق والذوق السليم ؟

أنت تُحسن إلى إنسان ما ، سواء بقصد أو بدون ، والمنطق السليم يقول بأن هذا الذي  أحسنت إليه ، سيحتفظ لك بالجميل والإحسان لكي يرده إليك بأحسن مما قدمت له وأجمل ..  فكيف تريدني أن أحذر منه وأن شراً قد يتطاير منه نحوي ؟

  هذا مثل يتداوله كثيرون في أحاديثهم .. ولي وقفة معه .
أول ما يجب التنبيه إليه أن هذا المثل يعتبره كثيرون على أنه حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقد قال علماء الحديث بأنه ليس حديثاً بل ربما ينسب إلى أحد من السلف ، وقد قاله في حادثة معينة ، فاختلط الأمر بمرور الزمن على الناس فظنوه حديثاً .. 


  الإحسان أمره عظيم وهو مطلوب ومحمود على الدوام .. وقد سُئل النبي الكريم في حديث جبريل عن الإحسان .. قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. وفي هذا دلالة على رقي وعظم مرتبة الإحسان ، التي هي أعلى مراتب الدين وأشرفها ، حيث اختص الله أهلها بالعناية وأيدهم بنصره في قوله تعالى ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) .

   نحن المسلمين مطلوب منا الإحسان في كل شيء ، لاعتقادنا الجازم أن الإحسان من الدرجات العليا من الإيمان، ولأن من يحسن منا تعاملاته مع الغير فكأننا نعبد الله ونحن نراه  وليس هو يرانا فقط .. فأية منزلة هذه ؟ وأي شعور هذا؟ لاشك أنه شعور راق ومنزلة عالية ، فكيف ندعو إلى اتقاء شر من أحسنَّا إليه ؟!  


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق