الثلاثاء، 1 يوليو 2014

بدعة التراويح ..

    
 

   الصحابة الكرام كانوا حريصين على قيام ليالي رمضان بالصلاة وقراءة القرآن ، كل أحد منهم كان يجتهد في العبادة بحسب طاقته، وذلك قبل أن يعرف المسلمون صلاة التراويح، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يصلي في ليالي رمضان ما شاء الله له أن يصلي .. وقد حدث ذات ليلة أن صلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فصلى بصلاته ناس من أصحابه ثلاث ليال ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله - لكثرة المصلين - فلم يخرج إليهم رسول الله  صلى الله عليه وسلم .. فلما أصبح قال عليه الصلاة والسلام :" قد رأيتُ الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم " .

   الأمر نفسه تجدد مرة أخرى في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ،  حيث دخل المسجد ذات ليلة من ليالي رمضان ، فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرّهط وهكذا .. فقال عمر رضي الله عنه :" والله إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكن أمثل "..  ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، فلما جاء في ليلة أخرى ، وجدهم يصلون بصلاة قارئهم ، فقال: نعمت البدعة هذه.

   
    بدعة التراويح إذن ، كما وصفها سيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه ، هي من مظاهر الشهر الجميلة التي يحرص كثيرون على أدائها، والتي قد يستغرب المرء ممن يتكاسل عنها، فإنها وقراءة القرآن والإكثار من الصدقات، هي من أبرز ما تجعل المسلم يشعر أنه في وقت وشهر مميز يختلف عن بقية شهور العام ، التي ربما تمر أيام وأيام دون أن يقرأ أحدنا فيها صفحة من القرآن أو يتصدق بدراهم معدودة ، فضلاً عن أداء بعض الصلوات في جماعة .. وكما قلنا سابقاً بأنه مثلما التجارة فرص ومطلوب استثمارها في وقتها ، فكذلك رمضان فرصة استثمارية عظيمة الشأن ، والخاسر دون شك من ينصرف عنها ولا يحاول اقتناصها واستثمارها .. والأمر في ظني ما زال بأيدينا وفي الوقت متسع ..        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق