السبت، 21 يونيو 2014

الله يمهل الظالم لا يهمله ..

 
   قبل أيام ، حكمت محكمة تركية على الرئيس الأسبق كنعان إيفرين ، الذي قام بانقلاب عسكري دموي عام 1980 ، وأزهق أرواح كثيرين نتيجة انقلابه .. ها اليوم بعد كل هذه السنوات ، وقد بلغ من العمر عتياً ويكاد يتجاوز 96 عاماً .. يأتي اليوم ليُحاكم بتلك التهمة ، فيتلقى جزاءه الدنيوي بالسجن مدى الحياة ، حتى وإن كان الحكم رمزياً ، باعتبار أنه قاب قوسين أو أدنى من القبر والموت ، لكن  العبرة أن الله يمهل الظالم ولا يهمله .. وفي هذا شفاء لصدور المظلومين ..


     جاء في الحديث القدسي :" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا ".. وفي الحديث الشريف :" اتقوا دعوة المظلوم ؛ فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله جل جلاله:  وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"..  كلمات رهيبة مجلجلة ذات وقع عظيم بالنفوس تعطي وعداً صادقاً أكيداً لا محل للشك والريبة ، على أن النُصرة للمظلوم في الطريق قادمة لا محالة ، عاجلاً أم آجلاً ، أي أن المسألة كلها وقت لا غير.


  الظلم ظلمات يوم القيامة..  


   نعم قد يعيش الظالم في دنياه سعيداً بنعيمها متلذذاً بها لحين من الدهر ، طال أم قصر،  وهو لا يدري في الوقت الذي يوهم نفسه بالسعادة ، كم من الدعوات الصادقات الخالصات ترتفع في أنصاف الليالي إلى السماء الدنيا، تسأل الجبار أن ينتقم من الظالمين وأعوانهم وأن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ..

 

  إن ما يلطّف أجواء المظلومين ويخفف عنهم وطأة الظلم الذي يقع عليهم من بشر أمثالهم ، هو إيمانهم العميق بوجود خالق جبار منع عن نفسه الظلم ، وبالتالي لن يرضاه كذلك أن يسود بين عباده.. أضف إلى ذلك أن ما يخفف عنهم هو وجود يوم آخر أو يوم قيامة لا ريب فيه ، اليوم الذي يأخذ كل ذي حق حقه..

 

   زبدة الكلام  :

     قد يكون الظلم شديداً إلى درجة أن تجد المظلوم يتحرق شوقاً لرؤية ظالمه يتعذب أمام ناظريه في الدنيا قبل الآخرة، وهذا من حقه ولن يعارضه في ذلك أحد ، ولكن مع هذا أقول بأن الله أدرى مني ومنك ومن سائر البشر دون شك ، بالوقت المناسب لأن يقتص المظلوم من ظالمه ، وهذا ما يتطلب صبراً وتصابراً غير عادي ، ولا أقول بأنه سهل يسير على المظلوم ، لكن الثقة بنصر الله لابد أن تكون حاضرة بالنفس المظلومة ، والاعتقاد الجازم بأنها مسألة وقت ليست إلا..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق