الاثنين، 16 يونيو 2014

خير الخطّائين التوابون ..


   أن تخطئ وأنت تعمل عملاً بذلت جهدك في اتخاذ الأسباب للنجاح ، فلن يقع كثير لوم عليك ولن يعاتبك أحد ، ولكن إن حصل تقصير واضح ومتعمد وأخفقت في نهاية الأمر ، فليس مستغرباً وقوع الكثير من الملامات عليك والانتقادات ، فهكذا المنطق يقول ..
   
  الحقيقة التي لا نختلف عليها أنه لا يوجد من يعمل دون أن يخطئ ، إلا إن كان هذا من جنس الملائكة. أما نحن البشر فالأصل أن نعمل ونجتهد ، ونتيجة هذا الاجتهاد فقد نخطئ أو نصيب، وقلما يسلم المـرء من الوقوع في الخطأ.  
   
   لأننا بشر تتحكم بنا المشاعر والأحاسيس ، وتتقلب أو تتبدل الأهواء والأمزجة ما بين ليلة وضحاها ، أو ظرف ما وأخته ، ولأننا نعيش في مجتمع بشري يعمل فيه الناس ، وكل فرد يؤدي عمله بصورة وأخرى ، فلنتوقع الوقوع في الأخطاء أثناء أداء الأعمال والمهمات ، وليس هذا عيباً كما أسلفنا ، والعيب سيأتي بيانه بعد قليل .. لكن أن تخطئ بعد أن تتخذ الأسباب وتبذل الجهد المطلوب ، فليس عليك كثير عتب أو لوم.   

  العيب في هذا الموضوع ألا تعمل وفق رؤية واضحة وخطة محكمة ، والعيب أيضاً أن تقع في الخطأ نفسه مرة أخرى وثالثة وألف .. العيب ألا تستفيد من أخطاء الماضي ، والعيب ألا تستخير أو تستشير أهل الخبرة والاختصاص .. هذا هو العيب في أداء الأعمال وتنفيذ المهمات .

   المخطئ يكفيه شرف المحاولة وشرف العمل بكل تأكيد، وهو ها هنا أفضل من الذي لم يحاول ولم يعمل. وحول هذا المفهوم لابد لأي مسؤول أو مدير  أن يتوقع الأخطاء وأنها واردة من موظفيه،  مثلما هو وارد منه شخصياً أيضاً ، طالما أن الجميع بشر وليسوا آلات ميكانيكية أو كهربائية مبرمجة ، والعبرة هنا ليست في منع وقوع الخطأ؛ لأن هذا أمر غير منطقي ولا يطلبه منك أحد، لكن العبرة في كيفية الاستفادة من الخطأ ودراسته إن وقع، بحيث يتم تفادي الوقوع فيه مرة أخرى ، وفي الحديث " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" أو كما قال صلى الله عليه وسلم . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق