الخميس، 9 يناير 2014

من كان آمناً في سربه ..

  قلنا في مقال سابق لمن يرغب أن يعيش طويلاً - مجازاً بالطبع - قلنا له أو لها بعدم الإفراط أو التفريط، لا في دين ولا في دنيا، وليس هناك ما هو أجمل من التوسط والتوازن في كافة أمورنا الدينية والدنيوية.

   من جملة ما يبحث عنه أي أحد منا في حياته، ويسعى في سبيل ذلك دينياً ودنيوياً، هي السعادة التي لن تتحقق سوى بالأمن النفسي، فكلنا يبحث عن سعادته وسعادة من حوله بشكل وآخر. تجد هذا يبحث عنها عبر المال وذاك بالمحافظة على صحته وثالث في تحقيق نجاحات معينة في عمله، ورابع في زواج وأطفال، وخامس في كسب تجارة، وسادس وعاشر وألف.. الكل له طريقته في تحقيق سعادته.

   إن سعادتنا باختصار شديد كامنة في الأمن والاستقرار الداخلي، الذي به يغنى المرء، وبه تعتدل صحته وبه أيضاً يحقق نجاحات مستمرة وبالتالي ترقيات ودرجات ومكافآت وغيرها.. إنه الأمن الذي بسببه نعيش بسلام، وبالتالي نبدع وننتج ونفكر بشكل إيجابي. هو الذي نسميه بالسلام الداخلي أو الأمن الداخلي. ولا مشاحة في الاصطلاح.


                 ونخلص القول في هذه العجالة :

الحياة ليست حالة طارئة تجعل أحدنا مستنفراً طوال عمره.. هذه نقطة أولى أرجو التنبه إليها، فيما الثانية تدور حول ما في هذه الحياة من أحداث ووقائع كثيرة ومتنوعة، وكلها لن تستمر وهي زائلة لا محالة، وبالتالي فإن أي قلق أو توترات بشأنها ستزول أيضاً.

   حتى يتحقق لك الأمن النفسي، حاول ثالثاً وأخيراً وبكل جهد أن تلتمس العذر للآخرين، وقل في نفسك: ربما أن أمراً ما دفع المسيء إليك أن يقترف إساءته، أو ربما كذا وكذا، حتى تطمئن إلى واحدة من الأعذار فترتاح، بل سيمتد ارتياحك إلى المسيء نفسه بعد مضي شيء من الدهر قليل، والمسألة مُجّربة، لا يمنعك مانع أن تجربها أيضاً، ولن تخسر شيئاً بإذن الله.