الأربعاء، 29 يناير 2014

قبل أن تعالج أي مشكلة ..

  قبل أن تبدأ أي عملية إصلاحية أو تغييرية مع إنسان، ضع في ذهنك أمراً غاية في الأهمية وتأكد بشكل دقيق أنك تعرف أصل الداء.. لماذا؟ لأن معرفة أصل المشكلة ستؤدي بك حتماً دونما ريب أو كثير نقاش، إلى وصف مناسب ودقيق أيضاً للعلاج أو الدواء

اقرأ معي القصة التالية .. 
  اشتكى زوج عند طبيبه من ثقل سمع زوجته وأنها لا تسمع إلا بعد عدة مرات، فاقترح الطبيب حلاً على الزوج بأن يخاطب زوجته وبعبارة قصيرة من عند باب المنزل، فإذا لم تستجب، يتقدم خطوات أكثر، فإن استمر الوضع دون نتيجة، يتقدم إلى باب المطبخ حتى يقترب منها في كل مرة ليصل إلى متر واحد بينهما!
 
 دخل الزوج منزله، ووقف عند باب المنزل وقال: عزيزتي ما هو عشاءنا الليلة؟ ولم يسمع رداً، فتقدم خطوات وكرر العبارة نفسها دون إجابة، وهكذا حتى اقترب منها كثيراً وقال: عزيزتي، لقد قلت لك ما هو عشاءنا هذه الليلة؟ فقالت: دجاج.. للمرة الرابعة تسألني ولرابع مرة أجيب!!
لاحظتم أين المشكلة ؟
   لم تكن في الزوجة، بل كانت المشكلة كامنة في الزوج نفسه. لقد ظن أن زوجته لا تسمع جيداً وأن هناك خللاً ما في أذنيها وتسرّع وذهب إلى الطبيب يستشيره طلباً للعلاج والحل، قبل أن يبحث بنفسه عن المشكلة ومصدرها، لكن تبين له بالتجربة أن العكس هو الصحيح.
   المشكلة إذن فيه، فلقد كان ذا سمع ثقيل وليست زوجته المظلومة.. هذا مثال واحد من آلاف الأمثلة أو المشاكل الحياتية التي تتكرر وتقع لأي أحد منا.. نعتقد دائماً في وقت الأزمات والمشكلات أن العلة خارجية، وأن السبب كذا وكذا ونبتعد ونتعمق في التحليل والتفسير كثيراً، رغم أن السبب قد يكون أقرب وأيسر مما نتصور.
   هذا الأمر يفيدنا في مسألة التعديلات والتغييرات والصيانة والتصليحات إلى آخر قائمة تلك المعاني. إذ لابد أن نعرف أصل المشكلة وجذور الأزمة قبل أن نشرع في البحث عن الحلول والعلاجات. المسألة الحياتية دقيقة جداً ولا تقبل اجتهادات أو تجارب كثيرة. الإنسان ليس آلة صماء أو جماد بلا روح، ومن هذا المفهوم علينا التحرك والإنطلاق ونحن بصدد علاج أو إصلاح أمر ما عند إنسان.. وما قلناه ليس بالجديد، لكنه من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين .