الأربعاء، 23 يناير 2013

ما أحلى اسمي !!



   يحكى أن عاملاً في محطة بنزين كسب حب الزبائن بسرعة ملحوظة، فقد اعتاد هذا العامل أن يرحب بكل سائق سيارة يأتي للمحطة ويناديه باسمه حتى صار محبوباً من قبل رواد تلك المحطة، وظن كثيرون أنه عبقري وله قدرة فائقة في حفظ وتذكر الأسماء.

  تبين أن السر في ذلك كما قال عن نفسه وقدرته على حفظ عدد كبير من أسماء السائقين وتذكرهم، أنه بعد أن يسأل عن اسم السائق الذي يزور المحطة للمرة الأولى، يقوم بكتابة اسم السائق على غطاء خزان البنزين، حتى إذا ما جاء في المرة التالية، شاهد الاسم وذهب إلى السائق مرحباً به ويناديه باسمه، وهل هناك أجمل من أن يناديك أحد باسمك الذي تحبه في مكان عام؟

  لم يكن العامل يقصد من ذلك العمل إظهار قدرته على حفظ الأسماء وذكائه الخارق للناس ولمسؤولي المحطة، بقدر ما كانت رغبة صادقة منه في تقديم خدمة مريحة لزبائن محطته، وإضفاء الجانب الإنساني على عمله وتعامله مع الزبائن، وهي لمسات بسيطة جداً ولكن لها من التأثير الإيجابي في نفس الزبون أيما تأثير، بل ربما تكون تلك اللمسة هي السبب والدافع الرئيسي لتكرار زيارة المحطة.

  الشاهد من القصة أن المرء حين يعمل بجد وإخلاص وحب وتفانٍ، فإن تلك المشاعر الإنسانية تنتقل إلى من يتعامل معهم. حين تحب عملك فإن هذا الحب هو الذي سيحبب الآخرين في ما أنت تقوم به، وغالباً تكسب محبة الآخرين أيضاً، والعكس صحيح دون أدنى شك. لاحظ حين تتعامل مع متذمر كاره لنفسه قبل عمله، هل تتوقع أن تحب ما يقوم به أو أن يكتسب حبك؟ 

  وفي هذا السياق، مناداة الآخرين بأحب الأسماء إليهم من الأمور المحببة إلى النفوس بل تعشقها النفوس الطيبة. هل يتذكر أحدكم شعور الفخر أيام المدرسة، حين كان يناديك مدير المدرسة باسمك ويسأل عنك وكيف أمورك في المدرسة؟ تشعر وقتها أنه لا أحد أسعد منك، بل تنتظر بفارغ الصبر العودة للمنزل لتبشر الوالدين والإخوة والأخوات وبقية الأصدقاء والأهل وربما الجيران، بأن المدير ناداك وسأل عنك، وتظل تتذكر الحادثة التي لم تستغرق ربما ربع دقيقة، ولكنه ربع يكفي ليدفع في نفسك طاقة شحن كبيرة تعينك على الإيجاب من القول والعمل، وبالطبع يكتسب المدير خانة مهمة في قلبك ولا تنساه طوال حياتك.

  هي لمسات وإضافات بسيطة لا تأخذ من الجهد والفكر والوقت الكثير، ولكن نتائجها كبيرة وكثيرة ومؤثرة.. فكم منا من يدرك هذا؟ وإن أدرك، كم منا ينفذها على الهواء مباشرة؟