الأربعاء، 1 أغسطس 2012

قبل اعادة الإرسال أو " الريتويت " !!


   انتشرت في الأيام الماضية عبر الهواتف صورة لفتاة بملابس إحرام الرجال وهي في الحرم المكي، وتناقلتها الهواتف بسرعة رهيبة قبل أن يتبين أن الصورة مركبة بواسطة برنامج تعديل الصور المعروف «فوتو شوب».. ومن قام بالأمر حقق غرضه، حتى لو تم تدارك الموضوع وبيان الخطأ في الصورة، وليس هو ما نريد الوقوف عنده اليوم.. 

  تلك واحدة من مشكلات عالم الإنترنت الذي نعيشه اليوم.. بل قل إنها واحدة من مظاهر ثقافة واحدة من الثقافات التي ظهرت في عصر الإنترنت، والتي يمكن أن نسميها بثقافة التمرير وأبسط توضيح لهذه الثقافة هو ما نقوم به جميعاً من تمرير رسائل تصلنا على البريد الإلكتروني أو عبر هواتف الجوال، فنجد المحتوى مثيراً أو محط إعجاب، فنقوم بكل سهولة ويسر بتمريرها إلى زميل أو صديق أو أحد من الأهل والأقارب، سواء في نفس البلد أو خارجها أو أي موقع بالعالم وفي غضون ثوان معدودة.


  الإيجابية الطيبة في ثقافة  التمرير أو الريتويت بلغة تويتر أو برودكاست بلغة الهواتف المحمولة ، أن أحدنا يتذكر أصدقاءه وأحبابه حين تصله رسالة فيها موعظة أو نصائح طبية أو فكاهة أو علم جديد أو تنوير أو تثقيف، فتحثه نفسه على تمرير الرسالة إلى من يعرفهم، فيظل بهذه الطريقة وعبر وسائل الاتصال الحديثة على تواصل معهم حتى إن كان لا يراهم أو يتواصل معهم لا بصوت ولا بصورة ، فهي طريقة جميلة للتواصل بل أفضل من عدم التواصل نهائياً أو التواصل بين كل حين من الدهر طويل.. لكن هذا الأمر أحسبه يحتاج إلى تعزيز ودعم لأجل أن نتواصل مع أحبابنا وإن كانت بالطبع لا تغني عن الطرق التقليدية المعروفة عبر الهواتف والزيارات وغيرها من طرق التواصل.



  لكن المأخذ على هذه الطريقة أو هذه الثقافة هو التسرع في الإرسال وعدم التثبت من صحة المعلومات والمحتويات، خصوصاً إن كانت المحتويات دينية أو صحية على وجه الخصوص. إذ إنه كثيراً ما تصلنا رسائل تحتوي على معلومات غير دقيقة وأحياناً غير صحيحة، فنقوم بتمريرها بحسن نية، ولكن من بعد التحقق يتبين عدم صحتها، لكن بعد أن تكون الرسالة قد انتشرت ووصلت إلى الآلاف في غضون دقائق معدودة.

   المسألة إذن تحتاج إلى شيء من الصبر وشيء من الدقة قبل أن يضغط أحدنا زر التمرير، لأمرين لا ثالث لهما؛ أولاً أن نحافظ على إيجابيتها كوسيلة تواصل فاعلة سهلة ومرغوبة، وثانياً كي لا نفقد الثقة في رسائل بعضنا البعض، وحتى لا تتحول مادة الرسالة بالتسرع وعدم الانتباه إلى كبسة رز، وما أدراك ما تلك الكبسة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق