الثلاثاء، 3 يوليو 2012

اطمئن لتسعد .. لكن كيف ؟

  لا أظن أحداً لا يبحث عن سعادته وسعادة من حوله صورة وأخرى ،  فهذا يبحث عنها عبر المال وآخر بالمحافظة على صحته وثالث في تحقيق نجاحات في حياته ، ورابع وعاشر وغيرهم كثير كثير.. الكل له طريقته في تحقيق ما يصبو إليه لأجل هدف واحد هو سعادته ..

   لكن هل فكر أحدكم كيف يمكن أن تتحقق السعادة ، في الوقت الذي يكون العامل الأهم والأسمى والأكثر تأثيراً،  غائب عن المعادلة ؟ سيقول أحدكم بالطبع : ما هو هذا العامل ؟ فهل تتوقع أن أقول لك إنه المال؟ بالطبع لا ، هل هي الصحة ؟ أيضاً لا ، هل هي في الترقيات والدرجات والنجاحات ؟ يمكننا هنا أيضاً  أن نضيف كل تلك العوامل إلى قائمة ، لا !!

فما هو إذن ؟
   
  إنه الأمن والاستقرار الداخلي ، الذي به يغنى المرء ، وبه تعتدل صحته وبه أيضاً يحقق نجاحات مستمرة وبالتالي ترقيات ودرجات ومكافآت وغيرها من تلك التي نبحث عنها أنا وأنت وتلك وأولئك .. إنه الأمن الذي بسببه نعيش بسلام ، وبالتالي نبدع وننتج ونفكر بشكل ايجابي .. هو الذي نسميه بالسلام الداخلي أو الأمن الداخلي  ولا مشاحة في الاصطلاح .

   المرء منا يحتاج دائماً إلى تثبيت دعائم هذا النوع من الأمن أو السلام في داخله ، لأن زعزعته سهل يسير في هذا الزمن .. يكفيك أن تجلس مع شخص سوداوي متشائم ليتكلم دقائق معدودات من الزمن  في كل ما يضيّق الصدر ويطرد الأمل ويبدد أجواء التفاؤل .. يكفيك جلوس دقائق مع هذا النوع من البشر لتقوم عنه وقد تبلد عندك الإحساس ، وبدأت تشعر بالخوف والرعب من القادم أو المستقبل المجهول !

   خذ مثالاً آخر على كيفية زعزعة الأمن الداخلي .. تذهب إلى عملك وأنت تدرك كم هو مقرف مسؤولك الأول ، الذي لا يتوان لحظة عن الصراخ فيمن حوله ، وتشكيل أجواء من التوتر الدائم في سماء القسم الذي أنت تعمل به . الكل يحسب خطواته خشية الوقوع في خطأ وبالتالي الوقوع ضحية للتعنيف والتقريع .. إنك تعمل وقد طار عنك ذاك الأمن النفسي الداخلي وبالتالي لن يتعرف عليك الإبداع ولن تجد إلى الإنتاج طريقاً معالمه واضحة ..

  هل معنى هذا أن المرء منا يرضخ للأجواء حوله فيدع أمنه الداخلي يطير ويذهب بعيداً ؟ بالطبع لا . وها هنا يكمن التحدي . التنظير في مثل هذه الموضوعات سهل يسير ، فيما التطبيق العملي شاق عسير ولكن ليس دائماً بل في بداية الأمر .. واليكم طريقة تثبيت أمنكم واستقراركم الداخلي لمواجهة أي تحديات وأي صعوبات ومنغصات حياتية حولكم ..

    عليك أن تدرك أن هذه الحياة ليست حالة طارئة تجعلك مستنفراً طوال عمرك . هذه نقطة أولى . أما الثانية ، فإن كل ما فيها من أحداث ووقائع لن تستمر وهي زائلة ، وبالتالي أي قلق أو توترات بشأنها ستزول أيضاً .. حاول ثالثاً أن تلتمس العذر للآخرين ، وقل في نفسك : ربما أن أمراً ما دفع المسيء إليك أن يقترف إساءته ، أو ربما كذا وكذا ،  حتى تطمئن إلى واحدة من الأعذار فترتاح ، بل سيمتد ارتياحك إلى المسيء نفسه بعد مضي من الوقت قليل . ستجده لن يكرر الإساءة ، سواء كان يقصدها أم لم يكن يقصد . وبالطبع يتطلب القيام بالأمر في هدوء وسكينة ، أي دون  عصبية أو رد فعل ثائر غاضب وهذه هي النقطة الرابعة والأخيرة.                                                  
 المسألة مُجـرّبة، ولا يمنع مانع أن تجربها أنت أيضاً ومن اليوم ولن تخسر شيئاً بإذن الله  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق