الأربعاء، 20 يونيو 2012

اصنع تاريخك بلا تردد ..

إذا أردت أن تصنع لنفسك تاريخاً ومجداً ونجاحاً ، فلا تنضم أبداً إلى قافلة المترددين، أصحاب الوساوس وعدم الثقة بالنفس والذات..إن أردت أن تغير ما حولك أو حياتك أو أي عملية تغييرية حياتية، فلا تتردد . هذه خاتمة الموضوع ، لكننا وضعناها اليوم في المقدمة ، على غرار أفلام السينما، ترى النهاية في البداية ، ثم تبدأ تعيش الأحداث لتتعرف على التفاصيل التي أوصلتك إلى تلك النهاية ..


  ما هو التردد؟
إنه  يعني بكل وضوح ، أن همساً أو صوتاً خافتاً يأتيك من أعماقك يدعوك إلى عدم خوض ما أنت بصدد الخوض فيه وهو التغيير، ويدعوك ذاك الصوت الهامس الخافت إلى التوقف والتفكر مرات ومرات ، ويبدأ يقرأ عليك أوهاماً ويدعوك إلى تخيل صور سلبية بائسة ..

   إن أنت واصلت الاستماع إلى ذاك الصوت الخافت ، فإنك ها هنا مُعَرَضٌ لأن تتخذ قراراً بالتوقف وكبح جماح حماستك الأولية . وكلما تباطأت في اتخاذ القرار واستمعت أكثر إلى ذاك الصوت ، كلما كنت سبباً في دعم روح التثبيط والقعود على الانتشار بنفسك ، بل وتجد نفسك بعد حين من الدهر قصير قد ألغيت قرار التغيير ، لتعيش بعدها على الفور صراعاً ، ربما يطول ، بل وتبدأ أيضاً بفقد زمام التحكم في خيوط العملية التغييرية وتجد نفسك وقد رجعت إلى المربع الأول أو الخطوة الأولى ..

  لو أن قائداً مثل خالد بن الوليد تردد في اتخاذ قرار الانسحاب من معركة مؤتة واستمع إلى صوت مواصلة القتال وصوت الجنون لا المنطق ، لكنا اليوم نقرأ عن مذبحة مؤتة وإبادة جيش المسلمين .. لكن لم يسمع خالد إلى ذاك الصوت بل اتخذ قراره الحاسم ، فكانت النتيجة أن أنقذ الكثيرين من المسلمين ، وهو الهدف الأهم عنده حينها ، ومن ثم بدأ التفكير في مواصلة تحقيق الهدف بعد ترتيب الصفوف .. ولو كان قراره خاطئاً ما امتدحه حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وامتدح جيشه وسماهم بالكرّار بعد أن أطلق بعض المسلمين ممن لم يملكوا بُعد النظر ،  صفة الفرّار على الجيش ..

  إن عمليات التغيير ليست من تلك النوعية من العمليات التي تتحمل التردد والبطء  . ولو كان كل البارزين على مدار التاريخ من القادة والحكام وعظام الرجال من المترددين ، لما برز أحد في هذا التاريخ ولما حدثت تغييرات دراماتيكية حاسمة تغير معها التاريخ .

  حين تجد نفسك  أمام عملية تغييرية لاسيما تلك التي لها ارتباطات متشعبة ويتأثر كثيرون بها ، فأنت أمام لحظات صناعة تاريخ الحاسمة والخالدة .. وحتى لو كنت أمام عملية تغييرية مع نفسك ، فالأمر شبيه أيضاً ، باعتبار أنك أنت نفسك ، إنما حياة كاملة تستحق كل اهتمام ورعاية ..

   إن ما تقوم به تجاه نفسك مثلاً عبر اتخاذ قرارات حاسمة تتغير حياتك على إثـرها ـ فإنما تقوم بصناعة تاريخ لحياتك ، سواء تأثر بهذا التغيير أحد من حولك أم لم يتأثر ، لكن يكفيك فخراً أنك تصنع تاريخاً لنفسك ، لأنك أنت الأساس في العملية برمتها ..

   إذن نعود لخلاصة ما نريد الوصول إليه والدعوة إلى تبنيه ، وهي أن تكون حاسماً حازماً وأنت ترغب في إحداث تغيير ما ، سواء على الصعيد الشخصي أم أصعدة أوسع وأكبر، ولا تتردد في قرارات التغيير ، لأن هناك الكثيرين حولك  تنحصر مهامهم في تلك اللحظات الحاسمة في دفعك إلى التباطوء والتوقف ، وأهم كل أولئك ، هي نفسك التي بين جنبيك ..

   ولك أن تتذكر الآن مواقف حياتية مرت عليك وأنت بصدد اتخاذ قرارات حاسمة ، ووجدت نفسك متردداً حائراً ، لا تدري ماذا تريد وماذا يمكن أن تفعل ، وذاك الشعور لم يأتك جزافاً أو صدفة ، وليس في الحياة صدفة، أو ليس لشيء ، سوى أنك لم تكن حازماً سريعاً في اتخاذ القرار المناسب في وقته المناسب ، حيث خضعت وترددت فتغلبت نفسك عليك نهاية الأمر .. فاصنع تاريخك من الآن ولكن دع التردد جانباً ، وفقك الله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق