الأربعاء، 16 مايو 2012

الوسواس الخنّاس .. اهزمه قبل أن يهزمك


  
 الوسوسة .. الوسواس الخنّاس، الذي يوسوس في صدور الناس.. القلق، التوتر ، قرحة المعدة ، قضم الأظافر.. كلها مؤشرات تدل على أمر سلبي بالغ التأثير على النفس ..  إن كثيرين لا يدركون أن مشاكلهم في العمل مثلاً أو لنقل تحديداً ، والتي بسببها يتعرضون لانتقادات من مسئوليهم أو إنذارات ولفت نظر وغيرها من إجراءات سلبية ، لا يدركون أن سببها هو نفوسهم المتذبذبة ، والتي بسببها صاروا يعيشون بشخصيتين مختلفتين في آن واحد ! شخصية طبيعية هي التي يعرفها الناس عنهم أوهي الظاهرة ، وشخصية أخرى خافية ، وهي السبب الرئيس فيما يحدث لأحدهم من مشكلات.. ولنتعمق بعض الشيء في الموضوع.

   الوسوسة سبب رئيس في تحويل الإنسان إلى شخصين مختلفين ، كل شخص يؤثر على الآخر في نفس الوقت حتى تكون المحصلة النهائية في هذا التجاذب والتأثير ، شخصية سلبية مترددة .. ولينظر أي شخص منا حوله ، سيجد بكل تأكيد شخصاً تكون حركاته فيها تردد عجيب ، وحركات عيونه غير طبيعية ، وكلامه يتغير بسرعة شديدة ، فلا تكاد تعرف له استقراراً على رأي ، فهو متردد متذبذب ، لا يدري ماذا يريد وماذا يعمل . إن قرر القيام بعمل ما ، تراه بعد دقائق معدودة وقد تحول عنه ، ثم بعدها بقليل يرجع ليقوم بالعمل كما قرر في المرة الأولى .. وهكذا في أغلب حالاته.

    التردد أو الوسوسة داء إذا أصاب شخص ، حولته إلى إنسان غير واثق الخطى ولا يمكن الاعتماد عليه ، بل ويوصف بالسلبية وعدم الإنتاجية ، وبالتالي تكون النتيجة النهائية عدم صلاحية هذا الإنسان لشغل موقع ما أو القيام بعمل محدد بمفرده دون أن يكون تحت إشراف أو وصاية. وهذا يعني بمفهوم إداري  آخر ، أنه لا ترقيات ولا حوافز ولا مكافآت لأمثال أولئك المترددين المتذبذبين. وهذا بدوره سيؤدي إلى تعميق الجرح في نفوسهم دون شك ..

    لكن ما يعنيني الآن هو أنت  :
-         هل أنت من أولئك المتذبذبين المترددين في حياتك ؟
-         هل تقوم بقضم أظافرك دون أن تدري وتشعر ما أنت فاعله ؟
-         هل تشعر بحرج بالغ حين ترى أناس لا تعرفهم جمعتك الظروف معهم لأمر ما في موقع ما ؟
-         هل أنت من النوع الذي يثور لأتفه الأسباب ؟
-         هل تتردد حين الأكل في مسألة اختيار الطعام ؟
-         هل ترفض نوعا أو أنواعا معينة من الطعام لسبب أو آخر دون أن تدري لماذا ترفضه ؟
-         هل تصاب بالصداع بشكل دائم ؟
-          هل تؤثر فيك الانتقادات سواء في بيئة المنزل أم العمل أم في أي محيط مع الأهل والأصدقاء؟

   أرجو ألا تكون غالبية إجاباتك بنعم  ، لأنك إن فعلت ذلك وأجبت بنعم ،  فأخشى أنك  في وضع حرج دون شك ، بل اسمح لي أن أقول لك بأنك إنسان متردد .. لقد ارتضيت أن تقع ضحية للوساوس والأوهام  التي تجعلك تسهو ولا تعرف للتركيز معنى . بل أخشى أيضاً أن تكون بحاجة للوقوف مع نفسك طويلا ومحاسبتها على عدم الاستقرار الذي أنت تعيشه ومستمر عليه.

  *   الأمر يبدو عسيراً على من ابتلاه الله بالوسوسة ، ولكن ليس العلاج بالأمر المستحيل ، فإن مع قليل من الصبر وكثير من التدريب ، يمكن تحسين الحالة إلى الأفضل ..

 الإنسان المتردد يحتاج إلى :

-         بعض الثقة في النفس وبعض الاتزان .
-         البعد عن المترددين الخائفين .
-         مخالطة أقوياء النفوس الواثقين .
-         بث روح التفاؤل في النفس 
     عبر مخالطة المتفائلين .

  إن هذه الدنيا لا تستأهل كل هذا الهم وكل هذا التردد والوسوسة. إنها أيام وتنقضي ، فإن لم تعشها بروح متفائلة واثقة فأنت الخاسر نهاية الأمر ليس غيرك .. هذا مصيرٌ أنت بيدك تقرره ، فإما لك أو عليك . فانظر ماذا ترى ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق