الثلاثاء، 10 أبريل 2012

أنا وأنت .. أذواق ونكهات !!؟



  كل واحد منا عالم بذاته .. له شخصيته المتفردة ونكهته وذوقه وصفاته وغيرها من أمور   لا تتشابه مع أحد .. وقد تتقاطع مع آخرين في أمور متشابهات ، لكن مع ذلك سيظل كل واحد منا يختلف عن الآخر ..

 تذهب مع صاحب لك الى معرض فني فتقف أمام لوحة فنية ، تتذوقها وتعجب بها وتعتبرها إبداعاً فنياً ، لكن صاحبك الذي معك على العكس تماماً ، لا يجد ذاك الجمال الذي أنت منبهر به ، ولا يقدر أن يتذوق الفن كما أنت ، بل نظرته لتلك اللوحة أنها ليست أكثر من قطعة قماش عليها خربشات فرشاة ملونة يقدر أي طفل القيام بها !

 لنقف عند هذا الموقف ونحلل الحاصل ..

  أولاً ، ليس عليك أن تغضب من صاحبك على أنه أبدى رأياً خلاف رأيك .. ثانياً ، لا تجبره أن يسايرك ويوافقك الهوى والرؤى.. لماذا ؟  لأن الذي حدث أمام اللوحة أن شخصاً مثلك وبحكم ثقافة معينة تكونت عندك على مدار سنوات طويلة مضت ، قمت فقدمت رأياً في اللوحة ، وصاحبك بالمثل وبحكم ثقافة معينة متكونة عنده ، أبدى رأيه.. وليس في أي منكما عيب أو نقص .

   كل واحد منا، كما أنه خلقه الخالق متفرداً ومتميزاً عن غيره في كثير من النواحي الفسيولوجية أو التكوين الحيوي له ، فكذلك يتميز أي أحد منا بآرائه ونظراته . أنت لك نظرة لأمر ما تختلف عن الآخر ، حتى لو كان هذا الآخر من أقرب المقربين إليك. أخ أو أخت أو زوجة أو حتى أحد من أبنائك..

   هذا مفهوم يغيب عن كثيرين ،  وبسبب غيابه تحدث المتنافرات والاختلافات وربما المشاجرات إن تعمّق عدم الفهم . ليس عليك أن تُجبر غيرك على رأي واحد ، وليس على غيرك القيام بالمثل معك . وهذا المفهوم لو اتضح للزوجين كأبرز أمثلة الحياة لما رأينا المشكلات بينهما ولا الشقاق المتبوع بالطلاق نهاية الأمر .

  الزوجة لها نظرة معينة لأمر ما من أمور المنزل على سبيل المثال تختلف عن نظرة الزوج. ها هنا ليس على أي أحد منهما إجبار الآخر على تبني نفس الرؤية ، وقد يحدث نوع من المجاملة بين الطرفين ، رغبة منهما في احتواء أي مشكلة أو أزمة قد تحدث بسبب اختلاف وجهات النظر . ولكن الذي هو أفضل من المجاملة هو التفاهم وبشفافية تامة ، لأن أمد المجاملة قصير في حين العكس مع التفاهم والصراحة .

   هذا المفهوم ينطبق أيضاً على كثير من الوقائع الحياتية اليومية . فقد يرد إليك مثلاً خبر ما فتنظر إليه بأنه سار وسعيد .. هنا دعني أسألك وأقول : لماذا لم تقل أنه خبر سيء ؟ ما الذي دعاك إلى اتخاذ ذلك الرأي ؟ الإجابة وبكل وضوح هي رؤيتك للأمور حولك . أنت قد تجد الخبر ساراً فيما يراه غيرك سيئاً أو العكس ، والنقطة المهمة ها هنا أنه ليس أي أحد منكما على صواب أو على خطأ ، فلكل واحد منكما رؤيته وفلسفته في هذه الحياة وطريقة تفكير تختلف عن الآخر..

   بهذا المفهوم الذي لو تأملناه  وصار منهجاً نسير عليه في حياتنا ، ما ساد شقاق وخلاف وقطيعة بيننا ، لا في بيوتنا أو أعمالنا أو حياتنا بشكل عام .. أو هكذا أزعم اني فهمت المسألة.. فكيف أنتم ؟ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق