الأربعاء، 28 مارس 2012

نعم .. طال عمرك !!


   فئة ضارة مضرة بل هي من أكثر ما يمكن أن تضر أي مسؤول ، سواء كان رئيساً  لحكومة، وزيراً، مديراً عاماً أو من شابههم في المسؤوليات والمناصب .. هي فئة تعيش على منهج " نعم ..طال عمرك "  والمعروف بقبول كل ما يصدر عن المسؤول الكبير ، ولو كان عديم الجدوى والمنفعة ، أو أسوأ من ذلك ليصل إلى ما فيه ضرر على العباد والبلاد !

  فئة " نعم .. طال عمرك "  تنتشر في مواقع وجغرافيات عديدة على امتداد الوطن العربي الكبير ، وإن اختلفت مسميات الفئة من نعم طال عمرك ، إلى نعم سيدي، نعم يا بيه ، نعم مولاي ، إلى آخر قائمة طويلة ربما لا تنتهي ! تلك الفئة تعلم يقيناً أن بقاءها ، وبالطريقة التي هم عليها وبالامتيازات التي يعيشون عليها ، تتطلب منهم ضرورة إتباع  ذاك المنهج المتمثل في القبول والتسليم بما يصدر عن الكبير - ولا كبير سوى الله - ولو كان على حساب الأغلبية  ..

  انظر إلى من حول الكبار من الرؤساء والوزراء والمديرين والقادة ، في أي موقع عمل تريده ودون استثناءات .. ستجد على الفور نماذج من تلك الفئة ، حيث سيماهم في وجوههم من أثر النفاق والتدليس وطمس  الحق وتجميل الباطل   ..

  تراهم مباشرة ببصيرتك قبل بصرك، لا يمكن أن تخطئهم العين أبداً ، فمواقعهم  حول  كبير القوم، رئيساً كان أم وزيراً أم مديراً ، وطرائق تعاملهم معه ، تشير فوراً إليهم ودون كثير  جهد  أو عناء في اكـتـشافهم .. ونشرات الأخبار  العربية فرصة للتدرب على كيفية اكتشاف أعضاء ذلك الحزب !

  ألا تـلاحظون أن أول عمل يقوم به أي كبير جديد  هو التخلص من أعضاء ذلك الحزب الذين كان ولاؤهم للكبير القديم ، واستدعاء أعضاء جدد بولاء جديد يختلف ، ضماناً  واطمئـناناً إلى أن الأمور تسير وفق رغبة الكبير الجديد ؟ أليس الأمر هكذا يجري ويسير ويلاحظه الجميع ؟ 

  خلاصة الحديث .. الكبار من القوم ما لم يتخلصوا من عقد التبجيل والتهليل والنفاق ، التي تصدر عن أعضاء ذلك الحزب المتطرف ، ويقـتلعوا تلك العقد من جذورها وكل من لهم صلة بها ، فلن تستـقيم لهم الأمور، مهما بدت ظاهرياً أن الأمور على ما يرام ، وستظل الحقيقة غائبة مغـيـبة ، تضيع معها مصالح البلاد والعباد دون شك .. وإن أفضل تعامل مع تلك الفئة ، هو ما قام به الرشيد مع البرامكة والقصة التاريخية المعروفة وأحسب أنه بذلك عالج أمراً كان يخشاه كثيرون قبله وآخرون جاءوا من بعده.. فهل من رشيد جديد يظهر ؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق