الثلاثاء، 20 مارس 2012

أيها الرجال .. تعالوا نبكي !!


   العيب كل العيب بحسب موروثاتنا الثقافية العربية ،  أن يبكي الرجل أو  الشاب ، باعتبار أن البكاء ما هو إلا صفة متلازمة للمرأة  أو الأنثى بشكل عام  .. فالأنثى قادرة على البكاء متى وكيف شاءت ، دون أن يلومها أحد ، بل إن البكاء عند الأنثى سلاح مهم تستخدمه في بعض الأحيان من أجل كسب أو تحقيق غاية معينة وحاجة في نفسها ..

   أما  الرجل ، فمن العيب ، بل وعدم الرجولة ، انخراطه في البكاء في كل مناسبة ، أو عند كل خطب أو ألم يصيبه ، وإلا فما الفرق إذاً بينه وبين زوجته أو ابنته أو أخته ؟!  هكذا تعلمنا وتعلم من كان قبلنا  ..  البكاء عيب  وغير لائق للرجل أو الذكر  بشكل عام ، في حين أنه طبيعي جدا للأنثى .. حقيقة معلومة ومعروفة ولا جديد فيها .. لكن لنتعمق بعض الشيء لطفاً ..

  قديماً قالوا بأن من يبكي جيداً يرتاح جيداً أيضاً  ويتخلص مما بنفسه من آلام وشحنات حزن قاسية ومؤلمة .. واليوم ثبت علمياً أن البكاء وما يصدر عنه من دموع تذرف  ، يساعد الإنسان على التخلص من مشاعر الحزن والكآبة .. فقد تبين أن الدموع  تحتوي على  مواد تقـتـل الجراثيم أولاً ،  إضافة إلى أن إفراز  تلك المواد في الجسم يساعده  على التحرر من مشاعر  الألم والحزن ثانياً .. ولهذا تجد الأطباء  ينصحون مرضاهم لاسيما النفسيين ،  عندما يصاب أحدهم بصدمة حزن أو  حالة توتر أو مزاج مكتئب ، أن يبكي  ويبكي ويبكي حتى تتوقف الدموع عن الانهمار وتجف منابعها ، فإن ذلك  علاج طبيعي فعال ونتائجه إيجابية مؤكدة  ..

  
  ولأن ثقافتنا وتقاليدنا  تمنع الرجال من البكاء كالنساء ، فإن شحنات الحزن  والألم تبقى بالجسم تتفاعل وتتفاعل ، حتى تصيب الرجل  بالتوتر الشديد وعدم التركيز ، وبالتالي قد يؤدي ذلك الكتمان للمشاعر الحزينة والمؤلمة بالنفس إلى أن يأتي الرجل بأفعال قد لا يدري عواقبها أو  أنها  تأتى بنتائج غير حميدة على الإطلاق  .. 

   لذلك كله تجد أن المرأة  بالرغم من  مرورها بظروف قاسية أحياناً ، إلا أنها تكون قادرة على تجاوزها بسهولة وفي وقت قصير - بسم الله ما شاء الله -   عكس الرجل الذي يظل يخزن ويكبت  الآلام بالنفس إلى أن يسلم الروح إلى بارئها بسبب جلطة قلبية أو سكتة دماغية ..

   ألا تلاحظون  أيها الرجال  أن  النساء يعشن أطول منا ، وأعمارهن  أطول  من أعمارنا   ؟  ألا تلاحظون  أيضاً  أن الرجال هم أكثر  عرضة للإصابة بأمراض القلب المختلفة  ؟!  أليست تلك الملاحظات جديرة بالاهتمام أيها الرجال ؟  لا أريد أن أدعوكم إلى البكاء ، ولكن هي ملاحظة جديرة بأن تأخذ منا بعض العناية وبعض التأمل وربما بعض التدبير ..  وسلمكم الله أيها الرجال ، وكذلك أيتها النساء J

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق