الأحد، 11 ديسمبر 2011

ابتسم واضحك وعش حياتك




    الإبتسامة .. عالم كبير رغم ضآلة الحركة العضلية البادية على الوجه ، ولكن بضآلة تلك الحركـة ، فإن التأثيـرات والمعـاني كبيرة عميقة تنتج بعد التفاعل مع تلك الحركة العضلية الضئيلة في الوجه ، سواء وجه صاحب الابتسامة أو وجه من يراها ويتلقاها .

  في علم الفسيولوجيا أو وظائف الأعضاء يتبين أن بالابتسامة العريضة المتبوعة بشيء من الضحك ،  تتحرك 17 عضلة في الوجه و 80 عضلة في الجسم باكمله وتزداد سرعة التنفس ، واعتبر الأطباء الضحك وسيلة  علاجية لتقوية المناعة. إذ تبين أن بعد عدة نوبات من الضحك تزداد نسبة خلايا الدم البيضاء في الدم ، كما يساعد الضحك على تقوية عضلات الوجه والبطن والدورة الدموية في القلب مما يؤدي الي رفع ضغط الدم وزيادة نسبة الأكسجين في الدم ..
   
  ويعكف علماء النفس على دراسة الضحك، وبات يشغل حيّزاً من الرسائل الفلسفية مشيرين  إلى فوائده الفيزيولوجية والمميزات العلاجية أيضاً، حيث يعد الضحك قبل كل شيء تمريناً عضلياً وتقنية تنفسية، وهو بالإضافة إلى ذلك، منشط نفسي مهم أيضاً ، ويعزو إليه علماء النفس مفعولاً مزيلاً للتسمم المعنوي والجسدي، لأنه يساعد في التخلص من نوبات الاكتئاب البسيطة والمخاوف، ويساهم أيضاً في تخفيف آثار التوترات الضارة بصورة ملحوظة.
  
   يقول السيد ديل كارنيجي مؤلف كتاب " كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس " : لقد طلبت من تلاميذي أن يبتسم كل منهم لشخص معين كل يوم في أسبوع واحد؛ فجاءه أحد التلاميذ من التجار، وقال له: اخترت زوجتي للابتسامة، ولم تكن تعرفها مني قط، فكانت النتيجة أنني اكتشفت سعادة جديدة لم أذق مثلها طوال الأعوام الأخيرة! فحفزني ذلك إلى الابتسام لكل من يتصل بي، فصار الناس يبادلونني التحية ويسارعون إلى خدمتي، وشعرت بأن الحياة صارت أكثر إشراقًا وأيسر منالا، وقد زادت أرباحي الحقيقية بفضل تلك الابتسامة" .
  
  الابتسامة التي لم تكن تفارق محيا حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم  في جميع أحواله، فلقد كان يتبسم حينما يلاقي أصحابه في غالب أمورهم واحوالهم ويسمعهم مثلاً يتحدثون في أمور الجاهلية وهم في المسجد فيمر بهم ويبتسم ولا يؤنبهم على ذلك ، ويأتي إليه أعرابي بكل ويجذبه جذبة قوية أثرت في صفحة عنقه ، ويقول: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عِنْدك ، فاْلتفتَ إِليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضَحك ثُمَّ أَمَرَ له بعَطَاء.

   علماء البرمجة اللغوية العصبية يقولون بأن واحداً من أساليب النجاح الأقل كلفة هو الابتسامة ، لأن الذي   يتبسم في وجه من حوله ، إنما يمنحهم شعوراً بالاطمئنان، ويزيل الحواجز بينه وبينهم، وبعبارة أخرى فإن تكرار الابتسامة يكسب الآخرين الثقة بهذا الشخص المبتسم.

   وحين قال صلى الله عليه وسلم : تبسمك في وجه أخيك صدقة ، فلأن الابتسامة هي نوع من أنواع العطاء والصدقة والكرم .. تعطي الآخر اطمئناناً وراحة وأمناً داخلياً عظيماً .. حاول أن تتذكر وجها مبتسماً رأيته لأول مرة وكيف كان شعورك ، ووجها على النقيض وكيف كان شعورك . قارن بينهما لتدرك الفرق بين الوجهين .. فهل بعد هذا تعيش قاطب الجبين مكشراً أم تحاول جهد رسم البسمة على محياك ، لتنشر بها سلاماً وامانا على من حولك أو أمامك .. حاول ولن تخسر شيئاً بإذن الله J

هناك تعليقان (2):