الجمعة، 18 نوفمبر 2011

الثنائية في هذه الحياة .. عدل ويقين ؟



    بقليل من التدبر والتفكر فيما حولنا ، سنجد أن هناك ناموساً كونياً واضحاً نلمسه ونشعر به وهو ما يمكن أن يُطْلَق عليه ناموس ثنائية التكوين . انظر مثلاً حولك ، ستجد الليل والنهار ، والسماء والأرض ، والذكر والأنثى ، والظلم والعدل ، والصحة والمرض .. 
   من هذا المنطلق ، ونحن نتعامل مع مفردات الحياة اليومية ، أجد أهمية أن نعي هذا الناموس بشكل جيد ، فإنه بمثابة النبراس الذي يضيء الدرب لنا ونحن سائرون في حياتنا إلى غاياتنا وأهدافنا ، سواء قصيرة المدى المتمثلة في الغايات والأهداف الدنيوية أم البعيدة وهي الآخرة بكل معانيها ..

   مع ثنائية التكوين هذه ، ستعلم أنه حين يقع ظلم عليك أو على غيرك ، فإن عدلاً آخر سيتبعه ، ليس شرطاً أن يكون فورياً وإن كان لا يوجد ما يمنع من فورية وقوعه ، أو يأتي بعد حين . إنه تماماً مثل ظاهرة الليل والنهار . إن جاء الليل وبقى لساعات حتى وإن طال ، فإن النهار سيأتي بعده دون شك ، فلا الليل سرمدي ولا النهار كذلك ، بل في دورة مستمرة وتكوين مستمر . 
 
   ومع فهم ثنائية التكوين هذه أو الاقتناع التام به ، ستدرك أنه لا مجال لأنصاف التكوين أن تأخذ محلها في هذا الكون . فالجنس البشري يتكون من ذكور وإناث ، لا أنصاف بينهما . لا يمكن فطرة وذوقاً ، قبول الرجل المتأنث أو المرأة المذكرة في المجتمع . ذلك شذوذ واضح ، والقبول بذاك الشذوذ البعيد كل البعد عن الفطرة وعن ناموس التكوين الثنائي بالكون ، يعتبر جريمة لا تُغتفر ..

ماذا أريد أن أقول من هذا كله أو ماذا أريد الوصول إليه ؟
 

   أريد أن أصل بكم الى حقيقة مهمة تتعلق بأسلوب الحياة عند كل أحد منا . وإنَّ فهم واستيعاب هذا الناموس ، سيجعل من كثير من الأمور التي تقع أمامنا سهلة الفهم وبالتالي تكون سهلة في التعامل معها وفهم أسرارها ومغزاها وتبعاتها ، وهذا بالضرورة سينعكس ايجابياً على النفس الإنسانية ، وسيبعث راحة وطمأنينة بالقلب هي ما نسميها في النهاية باليقين ..
 
   إن من يكابد ويعاني في هذه الحياة فلأنه لم يدرك ولم يصل بعد إلى هذا اليقين المفقود ، الذي به تهدأ النفوس وهي سائرة في حياتها ، تعيش أيامها المحدودة دون كثير منغصات وآلام ، ودون الوقوع ضحية سهلة للأحزان والهموم وما أكثرها إن لم يدخل هذا اليقين في القلوب قبل العقول ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق