الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

ابحث عن الطيبين .. يطيب عمرك


  التفاؤل أمر طيب ومحبذ وينصح به كل أحد.. لتكن نفسيتك إيجابية تدعوك إلى التفاؤل على الدوام ولا تكن على العكس فتدعوك نفسيتك السلبية إلى التشاؤم. ذلك أن الفرق بين النفسيتين كبير.. نفسية التفاؤل ونفسية التشاؤم.الأولى تجلب لك الراحة والسعادة، فيما الأخرى النصب والتعاسة دونما الحاجة إلى إثباتات وأدلة، وكلكم أدرى بهذا.


   إذن وحتى تكون متفائلاً على الدوام، أو قدر المستطاع، فما عليك سوى الحرص التام على الاختلاط بالطيبين من البشر. أولئك من إذا جالستهم شعرت أنك إلى الملائكة تجلس، ووجدت راحة غير طبيعية أو إحساساً بالسعادة والتفاؤل يغمرك تماماً. 

   إن البحث عن الطيبين من الناس أمر يستحق العناء ويستحق بذل الجهد. إن وجدت أولئك الطيبين فلا تترك مجالاً لهم لأن يختفوا من حياتك. ارتبط بهم ووثق صلتك بهم بصورة وأخرى ، فالطيب عادة يكون صالحاً، والصالح غالباً لا يعبأ بما يفعله أو فعله الآخرون. تجده لا يدس أنفه فيما لا يعنيه ولا يبحث عن المعايب والزلات، ولا يأكل لحوم الآخرين. لا يغتاب ولا يعيب وبالتالي من يصاحبه ويعاشره يسعد ويهنأ، ومن يكون سعيداً هانئاً في تعاملاته الحياتية اليومية لا بد وكنتيجة منطقية لهذه الطيبة، أن يتفاءل. 

   من هنا وكنوع من الدعوة إلى التفاؤل، علينا الحرص كل الحرص على البحث عن الطيبين من الناس حولنا. لماذا؟ لأنهم بمثابة الوقود اللازم للباحث عن التفاؤل يتزود به وهو سائر في رحلة الحياة.. إن معاشرتهم تهدئ النفس، بل تعيد الأمل إلى النفوس لتفيدها أن هذه الحياة بكل ما يمكن أن يظهر فيها من قساوة وغلظة وفظاظة، ما زالت تعج بالطيبين وما زال الخير فيها كثيرٌ كثير.. 

    إن مثل هذه المشاعر لا بد أن تعمل عملها في النفوس وتختلط بها كما يختلط السكر بالماء فتجعله حلو المذاق، فكذلك مشاعر التفاؤل، حين تختلط بالنفس ترتقي بها، وتجعلها حلوة المذاق، ترى الجمال في كل شيء، فتدفعها إلى المزيد من الإنتاجية والإيجابية. إنه حين تلفك مشاعر التفاؤل والانشراح والسعادة عبر مخالطتك للطيبين من الناس، سيكون تأثير ذلك على إنتاجيتك ونظرتك إلى العمل والعاملين معك، بل الحياة بشكل عام. من هنا، أدعوك إلى البحث إذن عن كل ما يبعث على التفاؤل، أو يدعو إليه أو يذكرك بهذه المشاعر.. وبالمقابل تبتعد عن الأشرار أو المتشائمين أو الحسّاد من الناس، فإنهم لن يزيدوك غير تخسير ومزيد من خراب وتحطيم النفس.. ولهذا تقول العامة في أمثالها الشعبية، الصاحب ساحب، فانظر إلى من تصاحب حتى تعلم إلى أين أنت ساحب أو مسحوب.. وفقك الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق