الجمعة، 2 سبتمبر 2011

هكذا يفكر الإسرائيليون

  
  خبير اسرئيلي في الاستراتيجيا  تحدث قبل عدة سنوات وبكل وضوح في  لقاء صحفي مع جريدة عربية عن خطط  الدولة العبرية  ، وكيف أنها تسير وفق ترتيبات محكمة محددة وواضحة ، ووفـق أولويات وسياسات معينة ، ويتحدث عن الدول المحيطة بالدولة العبرية  وهو يكاد يقول لك  كيف يفكر السوريون واللبنانيون والمصريون في أمر ما ، وماذا سيكون لو أنهم عدّلوا خطة معينة ، أي كيف سيفكر حينها  سياسيو تلك الدول ومفكروها.
   
  هكذا هم الاسرائيليون في صراعهم معنا .. فكر ودراسات وأبحاث واستراتيجيا ، فضلا عن  أنواع أخرى  من أدوات الصراع في كافة الميادين تقريبا  ، وهو ما ينقصنا نحن  في هذا الصراع ، وبسببه يحصل التفوق دون أن نتنبه إلى ذلك وننظر إليه بعين ثاقبة  تستشرف مستقبل هذا الصراع ، وكيفية كسبه أو حسمه في النهاية .

  عودة إلى الحوار مع ذاك الخبير واسمه " زئيف شيف "  ، وإجابته الصريحة على سؤال عن توقعاته فيما لو أن السوريين  قبلوا التوقيع على السلام  والتطبيع مع الدولة العبرية ، ورضخوا للضغوط من كل جانب، العربي قبل الأمريكي ، ماذا يمكن أن يحدث في المنطقة .. فأجاب بثقة المستشرف لمستقبل دولته والعارف ببواطن الأمور السياسية والاستراتيجية ، قائلا :"  الاحتلال السوري للبنان لن يتوقف ، وسيتم إبعاد عناصر إيرانية من لبنان ، وسيساعد الاتفاق سوريا على الانفتاح على العالم وبالتالي يتحسن اقتصادها وتزداد علاقاتها بالغرب، وسيزداد النفوذ  الأمريكي في المنطقة  وخاصة في الخليج !  


وسئل فيما لو أنه لم يتم التوقيع على أي اتفاق  ، فقال :"انسحاب  إسرائيل من لبنان في هذه الحالة لن يفيد.. فالسوريون والإيرانيون لن يقبلوا انسحاب " إسرائيل " من لبنان بدون اتفاق ، وسوف يحاولون لأن تدفع " إسرائيل " ثمن فعلتها هذه ، ويمكن أن نفقد السيطرة على زمام الأمور ، وهناك خطر بأن يفقد السوريون  لبنان ن في حالة نشوب حرب كبيرة ، ويمكن أن  يكون وريث الأسد ليس علويا وليس بشار الأسد !؟ وكل الأمور سوف تتطور إلى الأسوأ في هذه الحالة "

    أمثال هؤلاء لا يعملون ذاتيا ، بل جيش جرار من الباحثين والخبراء والجواسيس في خدمتهم .. ومهمة أمثال هذا الخبير هي ترتيب المعلومات التي تتدفق عليه من جهات عدة في الدولة ،  والوصول بها الى استـنـتاجات مفيدة وتكوين علاقات معينة بناء على تلك المعلومات ، تفيد القيادة السياسية والعسكرية  وصانعي القرار بالدولة في الصراع مع الجيران وغيرهم .. وهكذا هم ، وكذلك نحن !!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق